🧠 *عبد الرحمن سلامة: رجل سوريا الغني وذراع أحمد الشرع الدائم*
_مقال تحليلي – 900 كلمة تقريبًا_
في خضم التحولات السياسية والاقتصادية التي تشهدها سوريا، برز اسم *عبد الرحمن سلامة* كواحد من أكثر الشخصيات تأثيرًا في المشهد الجديد، ليس فقط بوصفه الذراع الاقتصادية للرئيس الانتقالي *أحمد الشرع*
، بل أيضًا كرفيق دائم له في كل خطوة سياسية واستراتيجية. يُلقب بـ"رجل سوريا الغني"، ويُنظر إليه على أنه أحد أبرز رموز السلطة الجديدة، التي تمزج بين النفوذ العسكري والاقتصادي في آن واحد⁽¹⁾⁽²⁾.
---
*🌄 البدايات المتواضعة: من مقلع الحجر إلى قصر السياسة*
ينحدر عبد الرحمن سلامة، المعروف بلقب "أبو إبراهيم"، من مدينة *عندان* شمالي حلب. بدأ حياته المهنية في *مقلع حجري* ، حيث عمل في ظروف صعبة ضمن قطاع التحجير، قبل أن ينخرط في العمل المسلح مع بداية الثورة السورية عام 2011. انضم إلى *جبهة النصرة* ، التي تحولت لاحقًا إلى *هيئة تحرير الشام* ، وأصبح أحد أمرائها وقاد لواء "عمر بن الخطاب"، الذراع الأمنية للهيئة⁽¹⁾⁽²⁾.
تميز سلامة بشخصية تجمع بين *الالتزام الديني* و *الدهاء السياسي* ، ونجا من عدة محاولات اغتيال، مما عزز من سمعته كقائد ميداني محنك. ومع مرور الوقت، انتقل من العمل العسكري إلى *الاستثمار والبناء الاقتصادي* ، ليصبح أحد أبرز رجال الأعمال في شمال سوريا.
---
*🧩 العلاقة مع أحمد الشرع: تحالف نفوذ واستراتيجية*
منذ تولي أحمد الشرع منصب الرئيس الانتقالي، لم يُبرم صفقة واحدة دون وجود عبد الرحمن سلامة إلى جانبه. يظهر الرجلان معًا في زيارات رسمية، مثل استقبال وزير الخارجية السعودي، وفي اجتماعات القصر الجمهوري، مما يعكس *الثقة المطلقة* التي يوليها الشرع لسلامة⁽²⁾.
سلامة لا يُعد مجرد مستشار اقتصادي، بل هو *شريك استراتيجي* في إدارة ملفات حساسة، مثل إعادة الإعمار، مشاريع الطاقة، والتفاوض مع الجهات الدولية. يُنظر إليه على أنه *الواجهة الاقتصادية للنظام الجديد* ، وعرّاب الصفقات الكبرى التي ترسم مستقبل سوريا.
---
*🏗️ المشاريع الاستثمارية: شركة الراقي نموذجًا*
من أبرز إنجازات عبد الرحمن سلامة في المجال الاقتصادي تأسيسه وإدارته لشركة *الراقي للإنشاءات* ، التي أصبحت لاعبًا رئيسيًا في شمال سوريا. تقوم الشركة بتنفيذ مشاريع ضخمة تشمل:
- شق وتوسعة الطرق
- بناء المدارس والمستشفيات
- إنشاء الأبراج الكهربائية عالية التوتر
- مشاريع سكنية وإعمارية بالتعاون مع منظمات دولية مثل "آفاد" التركية⁽²⁾
ورغم النجاح الكبير، واجهت الشركة انتقادات تتعلق بـ"احتكار السوق" وإقصاء المنافسين، حيث استحوذت على معظم المناقصات في إدلب، مما أثار جدلًا حول شفافية العمليات الاستثمارية.
---
*💰 عبد الرحمن سلامة: أغنى رجل في سوريا؟*
بحسب تقارير إعلامية، يُعد سلامة *أغنى رجل في سوريا حاليًا* ، بفضل استثماراته المتعددة في قطاع الإنشاءات، الطاقة، والخدمات. يُقال إنه يمتلك حصصًا في مشاريع استراتيجية مثل *خط الغاز القطري التركي* ، ويُشرف على إدارة صفقات بملايين الدولارات⁽³⁾.
لكن ثروته لا تقتصر على المال، بل تشمل أيضًا *النفوذ السياسي* ، إذ يُعتبر من صناع القرار في النظام الجديد، ويُرجح أن يكون له دور محوري في رسم السياسات الاقتصادية للمرحلة المقبلة.
---
*🕵️♂️ شخصية غامضة ونفوذ متصاعد*
رغم حضوره القوي في المشهد السياسي، يظل عبد الرحمن سلامة شخصية *غامضة* إعلاميًا، إذ نادرًا ما يظهر في مقابلات أو تصريحات علنية. هذا الغموض يعزز من هالة النفوذ التي تحيط به، ويجعل منه شخصية محورية في الكواليس، أكثر من كونه نجمًا في الواجهة.
الصحفيون الذين تابعوا مسيرته يشيرون إلى أنه يتمتع بقدرة عالية على *التفاوض، بناء التحالفات، وتفادي الصراعات المباشرة* ، مما جعله يحافظ على موقعه رغم التغيرات المتسارعة في سوريا.
---
*🧭 مستقبل سوريا في ظل نفوذ سلامة*
مع استمرار المرحلة الانتقالية، يُتوقع أن يلعب عبد الرحمن سلامة دورًا أكبر في:
- *إعادة إعمار المدن المدمرة*
- *جذب الاستثمارات الأجنبية*
- *إدارة الموارد الطبيعية والبنية التحتية*
- *صياغة السياسات الاقتصادية الجديدة*
وجوده إلى جانب أحمد الشرع يمنح النظام الجديد *ثقلًا اقتصاديًا* ، ويعزز من فرص الاستقرار، خاصة إذا تم توظيف ثروته ونفوذه في مشاريع تنموية حقيقية.
---
*🔚 خلاصة: رجل الظل الذي يقود الضوء*
عبد الرحمن سلامة ليس مجرد رجل أعمال، بل هو *مهندس المرحلة الاقتصادية الجديدة في سوريا*. من مقلع الحجر إلى قصر الرئاسة، ومن جبهة النصرة إلى شركة الراقي، رسم لنفسه مسارًا فريدًا يجمع بين القوة والذكاء، الدين والسياسة، الغموض والتأثير.
في بلد يبحث عن التعافي، قد يكون سلامة أحد مفاتيح الحل، أو أحد رموزه الأكثر إثارة للجدل.
تعليقات
إرسال تعليق