في تحول غير مسبوق في السوق العقاري السوري، شهدت البلاد خلال يوليو 2025 *انخفاضًا حادًا في أسعار إيجارات المنازل* ، حيث وصلت بعض العقود إلى *10 دولارات شهريًا فقط*
، خاصة في المناطق الريفية والمدن الصغيرة. هذا الانخفاض المفاجئ أثار اهتمامًا واسعًا بين المواطنين والمراقبين الاقتصاديين، وطرح تساؤلات حول أسبابه الحقيقية، وما إذا كان مستدامًا أم مجرد انعكاس مؤقت لتقلبات سعر الصرف.
---
*💸 الدولار ينخفض... والإيجارات تتراجع*
السبب الرئيسي وراء هذا الانخفاض هو *تراجع سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الليرة السورية* ، حيث انخفض الدولار من مستويات تجاوزت 15,000 ليرة إلى ما يقارب 9,950
ليرة في السوق السوداء. هذا التراجع أدى إلى *إعادة تقييم أسعار الإيجارات* التي كانت تُحتسب بالدولار أو تُعادل قيمتها بالعملة المحلية.
في مناطق مثل *ريف إدلب، حماة، ودرعا* ، بدأت تظهر عقود إيجار شهرية تتراوح بين *10 إلى 20 دولارًا* ، خاصة للمنازل
غير المفروشة أو ذات الإكساء البسيط. في حين بقيت الأسعار مرتفعة نسبيًا في دمشق وحلب، لكنها شهدت أيضًا انخفاضًا بنسبة 30–40% مقارنة بالأشهر السابقة.
---
*🏘️ العرض يفوق الطلب*
من العوامل المساهمة أيضًا في انخفاض الإيجارات هو *زيادة العرض العقاري* ، نتيجة عودة آلاف السوريين إلى مناطقهم
الأصلية بعد سنوات من النزوح، ما أدى إلى *تراجع الطلب على الإيجارات* في المدن الكبرى، وارتفاع عدد المنازل المعروضة.
كما أن *ضعف القدرة الشرائية* لدى المواطنين، وغياب مشاريع الإسكان الجديدة، دفع أصحاب العقارات إلى *خفض الأسعار لجذب المستأجرين* ، خاصة في ظل ركود حركة البيع والشراء.
---
*🧭 المناطق الأكثر تأثرًا*
- *إدلب وريفها*: شهدت انخفاضًا كبيرًا، حيث أصبحت بعض الإيجارات لا تتجاوز 10–15 دولارًا شهريًا.
- *حلب الشرقية*: الإيجارات انخفضت إلى حدود 20–30 دولارًا، خاصة في الأحياء المتضررة.
- *ريف دمشق*: في مناطق مثل عربين ودوما، ظهرت عروض إيجار بـ 25–40 دولارًا، مقارنة بـ100 دولار سابقًا.
في المقابل، بقيت الأسعار مرتفعة في مناطق مثل *المزة، أبو رمانة، والمالكي* ، حيث تتراوح الإيجارات بين 100 إلى 300 دولار شهريًا، حسب الإكساء والموقع.
---
*🧑💼 رأي الخبراء*
يرى خبراء العقارات أن هذا الانخفاض قد يكون *مؤقتًا* ، مرتبطًا بتقلبات سعر الصرف، وقد يعاود الارتفاع إذا استقر الدولار
أو ارتفع مجددًا. كما أن *غياب التنظيم الرسمي لسوق الإيجارات* يجعل الأسعار عرضة للتغير السريع، خاصة في ظل غياب عقود موثقة أو رقابة حكومية فعالة.
ويشير بعض المحللين إلى أن *التحسن الأمني النسبي* في بعض المناطق ساهم في عودة السكان، مما خفف الضغط على المدن الكبرى، وأعاد التوازن إلى سوق الإيجارات.
---
*📝 خاتمة*
انخفاض أسعار إيجارات البيوت في سوريا إلى مستويات تصل إلى 10 دولارات شهريًا يُعد *ظاهرة اقتصادية واجتماعية لافتة* ، تعكس تداخل عوامل متعددة من سعر الصرف
، العرض والطلب، والتحولات الديموغرافية. وبين من يرى فيها فرصة لتحسين المعيشة، ومن يعتبرها مؤشرًا على أزمة اقتصادية أعمق، يبقى السؤال: هل تستمر هذه الأسعار المنخفضة؟ أم أنها مجرد هدنة مؤقتة في سوق لا يزال هشًا ومتقلبًا؟
هل ترغب أن أكتب لك نسخة مختصرة للنشر على وسائل التواصل؟ أو تحليلًا بيانيًا لتغيرات الإيجارات خلال الأشهر الأخيرة؟ 🏡
تعليقات
إرسال تعليق