حكمت الهجري في يد الامن العام
يُعد الشيخ *حكمت الهجري* واحداً من أبرز الشخصيات الدينية والاجتماعية في سوريا، وتحديداً في *الطائفة الدرزية*، حيث يتولى منصب المرجع الروحي الأول للطائفة في سوريا منذ عام 2012، بعد وفاة الشيخ الجليل أبو حسن حسن الهجري. وقد ارتبط اسمه في السنوات الأخيرة بأحداث بارزة، خاصة في محافظة السويداء، حيث كان له دور محوري في حفظ التوازن، وتمثيل صوت الحكمة والحوار.
---
*النشأة والخلفية*
ولد الشيخ حكمت الهجري في *السويداء* جنوب سوريا، في بيئة دينية محافظة. نشأ على تعاليم التوحيد ومبادئ العقل والإيمان، وهي مرتكزات العقيدة الدرزية. تلقى تعليمه الديني من كبار مشايخ الطائفة، وتميز بهدوئه ووقاره منذ شبابه، ما جعله محط ثقة المجتمع الدرزي ومؤهلاً لتحمل المسؤوليات الكبرى لاحقاً.
---
*الموقع الروحي والقيادي*
منذ توليه المرجعية الروحية، حمل الشيخ حكمت على عاتقه مسؤولية الدفاع عن وحدة الطائفة وكرامة أبنائها، متجنبًا الزج بالطائفة في أتون الصراع السوري المسلح، رغم الضغوط التي تعرض لها من مختلف الجهات.
عرف عنه مواقفه المتزنة والمبنية على الحكمة والاعتدال، وحرصه الدائم على أن تكون السويداء منطقة آمنة ومستقرة، وأن تبقى بعيدة عن الولاءات السياسية العمياء، مؤكداً أن أبناء الطائفة جزء أصيل من النسيج السوري، مع الاحتفاظ بخصوصيتهم الدينية والثقافية.
---
*مواقفه من النظام والمعارضة*
بسبب مواقفه، تعرض الشيخ لحملات تشويه إعلامية، ومحاولات لتقويض نفوذه، سواء من قبل بعض أجهزة السلطة أو جهات خارجية حاولت اختراق القرار الدرزي المستقل. لكنه ظل ثابتًا على مواقفه، مستندًا إلى دعم واسع من أبناء طائفته.
---
*الختام: رمز الحكمة في زمن الفوضى*
يُجسّد الشيخ حكمت الهجري صورة القائد الديني الذي يوازن بين واجبه الروحي ومسؤوليته الوطنية، في زمن تشهد فيه سوريا أزمات متلاحقة. فبينما اختار البعض الولاء أو التمرد، اختار هو طريق الحكمة، رافضًا الانزلاق في دماء السوريين، ومدافعًا عن حقوقهم بلسان العقل لا البندقية.
في ظل استمرار الحراك في السويداء، يبقى الشيخ حكمت الهجري أحد أبرز الضمانات للحفاظ على سلمية التحرك، وعلى وحدة الصف، وهو ما يجعل صوته أكثر أهمية من أي وقت مضى.
رغم ارتباطه التاريخي بالمؤسسات الرسمية، اتخذ الشيخ حكمت مواقف واضحة خلال السنوات الأخيرة، خصوصاً فيما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان أو التجاوزات التي تحدث في السويداء. ففي أكثر من مناسبة، أبدى رفضه لسياسات التهميش والتضييق، وانتقد غياب الدولة عن القيام بواجباتها الأساسية في حماية المواطنين وتأمين الخدمات.
في الوقت نفسه، لم ينجر إلى تبني مواقف راديكالية أو دعم قوى خارجية، وحرص دائمًا على لعب دور الوسيط الحكيم، الرافض للعنف، والداعي للحلول السلمية.
---
*أحداث السويداء الأخيرة*
برز اسم الشيخ حكمت الهجري بقوة خلال *حراك السويداء الشعبي* في 2023 و2024، حيث خرج آلاف المتظاهرين رفضاً للواقع الاقتصادي والسياسي المتردي. حينها، أصر الشيخ على حماية المتظاهرين، مطالبًا الجهات الأمنية بعدم قمعهم، ومشدداً على حق الناس في التعبير السلمي.
في إحدى خطبه الشهيرة، قال: *"الكرامة قبل الخبز، والحرية قبل الولاء. نحن أبناء هذا الوطن ولسنا عبيدًا لأحد."*، وهي كلمات لاقت صدى كبيراً داخل سوريا وخارجها، وأكدت مكانته كصوت شعبي وروحي يُحظى بالاحترام.
---
*علاقته مع قادة الدروز في لبنان وفلسطين*
يحظى الشيخ حكمت بعلاقات جيدة مع المرجعيات الدرزية في لبنان، مثل وليد جنبلاط وطلال أرسلان، وكذلك مع شيوخ الكرمل في فلسطين المحتلة. وغالبًا ما يُنظر إليه كرمز للتوازن والاعتدال في الطائفة الدرزية عبر بلاد الشام.
---
*الهجمات الإعلامية والتضييقات*
تعليقات
إرسال تعليق