القائمة الرئيسية

الصفحات

ثلاث فئات حق لهم طلب الجنسيه التركيه للسوريين

 📰 *منح الجنسية التركية للسوريين: بين الاندماج 


منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011، استقبلت تركيا ملايين اللاجئين السوريين، لتصبح الدولة الأولى عالميًا من حيث عدد



 السوريين المقيمين على أراضيها. ومع مرور الوقت، بدأت الحكومة التركية باتخاذ خطوات تهدف إلى دمج السوريين في المجتمع التركي، وكان أبرزها منح الجنسية التركية لفئات محددة منهم، فيما يُعرف بـ"الجنسية الاستثنائية".



---


*🧭 ما هي الجنسية التركية الاستثنائية؟*


الجنسية التركية الاستثنائية هي صيغة قانونية تسمح للدولة بمنح الجنسية لأفراد لا تنطبق عليهم الشروط التقليدية، مثل الإقامة الطويلة أو الزواج من مواطن تركي. وقد بدأت تركيا باستخدام هذه الصيغة منذ عام 2016 لمنح الجنسية لبعض السوريين، خاصة أولئك الذين:


- يمتلكون مؤهلات علمية أو مهنية مميزة (أطباء، مهندسون، معلمون).

- يساهمون في الاقتصاد التركي من خلال الاستثمار أو العمل.

- لديهم سجل أمني نظيف وخضعوا لدراسة أمنية دقيقة.


---


*📊 أعداد المجنسين السوريين*


بحسب تصريحات رسمية، تجاوز عدد السوريين الحاصلين على الجنسية التركية *230 ألف شخص* حتى عام 2024، بينهم عشرات الآلاف من الأطفال الذين حصلوا عليها تلقائيًا عبر آبائهم. وتوزع المجنسون على مختلف الولايات التركية، أبرزها إسطنبول، غازي عنتاب، أورفا، وهاتاي.


---


*🛂 مراحل الحصول على الجنسية*


تمر عملية التجنيس بعدة مراحل، تبدأ بترشيح الشخص من قبل إدارة الهجرة، ثم دراسة ملفه أمنيًا واجتماعيًا، يليها إدراجه في قوائم المرشحين، ثم صدور القرار النهائي. تستغرق هذه العملية عادة من *سنة إلى سنتين* ، وقد تتأخر في بعض الحالات بسبب نقص الوثائق أو تغييرات في السياسات.


---


*🧠 أسباب منح الجنسية للسوريين*


تتنوع الأسباب التي دفعت تركيا لمنح الجنسية للسوريين، ومنها:


- *الاعتبارات الإنسانية*: خاصة لمن فقدوا أوراقهم الثبوتية أو لا يستطيعون العودة إلى سوريا.

- *الاستفادة من الكفاءات*: حيث تم تجنيس آلاف الأطباء والمهندسين والمعلمين السوريين الذين يعملون في المؤسسات التركية.

- *الاندماج الاجتماعي*: إذ ترى الحكومة أن منح الجنسية يسهل اندماج السوريين ويقلل من العزلة المجتمعية.

- *الاعتبارات السياسية*: حيث يُنظر إلى بعض المجنسين كجزء من التحالفات السياسية الداخلية، خاصة في المناطق الحدودية.


---


*🏛️ الجدل السياسي والاجتماعي*


رغم أن التجنيس يُعد خطوة إيجابية في نظر البعض، إلا أنه أثار جدلًا واسعًا داخل تركيا، خاصة في فترات الانتخابات. بعض الأحزاب المعارضة اتهمت الحكومة باستخدام ملف التجنيس لأغراض انتخابية، بينما عبّر مواطنون أتراك عن قلقهم من تأثير ذلك على سوق العمل والخدمات العامة.


في المقابل، يرى المدافعون عن التجنيس أن السوريين أصبحوا جزءًا من النسيج التركي، وأن منحهم الجنسية يعزز من استقرارهم ويقلل من التوترات الاجتماعية.


---


*🧩 التحديات التي تواجه المجنسين*


رغم حصولهم على الجنسية، يواجه السوريون المجنسون عدة تحديات، منها:


- *التمييز المجتمعي*: حيث لا يزال بعض الأتراك ينظرون إليهم كلاجئين أو غرباء.

- *صعوبة الاندماج الثقافي*: خاصة لمن لا يتقنون اللغة التركية أو لم ينخرطوا في المجتمع.

- *القلق من سحب الجنسية*: إذ تنتشر شائعات بين السوريين حول إمكانية سحب الجنسية في حال تغيرت الظروف السياسية.


---


*🌍 مقارنة دولية*


تركيا ليست الدولة الوحيدة التي تمنح الجنسية للاجئين السوريين، فقد قامت دول مثل ألمانيا، السويد، وكندا بمنح الجنسية لآلاف السوريين بعد سنوات من الإقامة. لكن ما يميز النموذج التركي هو *السرعة النسبية* في منح الجنسية، و *الطابع الانتقائي* الذي يركز على الكفاءات والمساهمين في الاقتصاد.


---


*🔚 خلاصة: بين الحقوق والاندماج*


منح الجنسية التركية للسوريين يمثل تحولًا مهمًا في سياسة الدولة تجاه اللاجئين، ويعكس رغبة في تحويلهم من عبء إلى طاقة منتجة. لكن نجاح هذا النموذج يعتمد على قدرة الدولة والمجتمع على استيعاب هذا التغيير، وعلى استعداد السوريين أنفسهم للاندماج والمساهمة.


في النهاية، الجنسية ليست مجرد وثيقة، بل هي عقد اجتماعي يتطلب التزامًا متبادلًا بين الفرد والدولة.


هل ترغب في تحويل هذا المقال إلى تقرير صحفي أو نشره بصيغة مختصرة على وسائل التواصل؟

تعليقات

close
التنقل السريع