القائمة الرئيسية

الصفحات

مفاجأة في دمشق! .. تكنولوجيا غير مسبوقة لتأمين المعرض الدولي

 مفاجأة في دمشق! .. تكنولوجيا غير مسبوقة لتأمين المعرض الدولي

في مشهد غير مألوف يعكس تطوراً لافتاً في البنية الأمنية السورية، شهدت العاصمة دمشق مفاجأة من العيار الثقيل مع انطلاق الدورة الثانية والستين من معرض دمشق الدولي، حيث كشفت وزارة الداخلية السورية عن اعتمادها تقنيات أمنية غير مسبوقة لتأمين هذا الحدث العالمي






. هذه الخطوة لم تكن مجرد إجراء احترازي، بل إعلان واضح بأن سوريا تدخل مرحلة جديدة من التحديث التكنولوجي في مجال الأمن، ما يعكس رغبة حقيقية في استعادة الثقة الدولية وتعزيز صورة البلاد كوجهة آمنة للاستثمار والسياحة.


*روبوتات أمنية في قلب الحدث*


من أبرز المفاجآت التي لفتت الأنظار، استخدام روبوتات أمنية متطورة تجوب أروقة المعرض، مزودة بكاميرات حرارية، أجهزة استشعار للحركة، وأنظمة تحليل سلوك الزوار. هذه الروبوتات لا تقتصر مهمتها على المراقبة، بل تقوم أيضاً بالتفاعل مع الزوار، وتقديم الإرشادات، وحتى الإبلاغ الفوري عن أي نشاط مشبوه.


هذا النوع من التكنولوجيا، الذي يُستخدم عادة في المطارات الدولية أو المنشآت الحساسة، يمثل نقلة نوعية في التفكير الأمني السوري، ويعكس استعداداً لتبني أدوات الذكاء الاصطناعي في إدارة الحشود وضمان السلامة العامة.


*طائرات استطلاع بدون طيار*


إلى جانب الروبوتات، أعلنت وزارة الداخلية عن نشر طائرات استطلاع بدون طيار (درونز) في محيط مدينة المعارض، مزودة بكاميرات عالية الدقة وأنظمة بث مباشر إلى غرفة العمليات المركزية. هذه الطائرات تقوم بمسح جوي مستمر، وتراقب حركة الدخول والخروج، وتساعد في التنسيق بين الفرق الأمنية المنتشرة على الأرض.


استخدام الدرونز في تأمين الفعاليات الكبرى ليس جديداً عالمياً، لكنه جديد على الساحة السورية، ويعكس رغبة في مواكبة المعايير الدولية في إدارة الأحداث الجماهيرية، خاصة في ظل مشاركة وفود من عشرات الدول العربية والأجنبية.


*نظام التعرف على الوجوه*


من التقنيات التي أثارت جدلاً واسعاً، اعتماد نظام التعرف على الوجوه عند بوابات الدخول، حيث يتم مسح وجوه الزوار ومقارنتها بقاعدة بيانات أمنية للتحقق من الهويات ومنع دخول أي شخص مطلوب أو مشبوه. هذا النظام، الذي يعتمد على خوارزميات متقدمة، يساهم في تسريع عملية الدخول، ويقلل من الاعتماد على التفتيش اليدوي، ما ينعكس إيجاباً على تجربة الزوار.


ورغم التحفظات التي أبدتها بعض الجهات الحقوقية حول الخصوصية، فإن السلطات السورية أكدت أن النظام يعمل ضمن ضوابط قانونية صارمة، وأن الهدف الأساسي هو حماية الزوار وضمان سلامة الحدث.


*غرفة عمليات ذكية*


في قلب مدينة المعارض، تم إنشاء غرفة عمليات مركزية تُدار بالكامل عبر أنظمة ذكية، تشمل شاشات عرض ضخمة، خرائط تفاعلية، ونظام تنبيه فوري لأي طارئ. هذه الغرفة تضم ممثلين عن مختلف الجهات الأمنية، وتعمل على مدار الساعة لمتابعة كل تفصيل، من حركة المرور إلى توزيع الفرق الميدانية.


اللافت أن هذه الغرفة ترتبط مباشرة بشبكة الاتصالات الوطنية، وتستفيد من تقنيات تحليل البيانات الضخمة لتوقع أي خلل محتمل، والتعامل معه قبل أن يتحول إلى أزمة.


*الرسائل السياسية وراء التكنولوجيا*


وراء هذه الإجراءات المتقدمة، تقف رسالة سياسية واضحة: سوريا قادرة على تنظيم فعاليات دولية بأعلى معايير الأمان، وأنها لم تعد ساحة للفوضى، بل منصة للانفتاح والتعاون. فاختيار هذه الدورة لتكون الأكثر تطوراً من الناحية الأمنية، يتزامن مع جهود دبلوماسية مكثفة لإعادة سوريا إلى الساحة الإقليمية والدولية.


كما أن هذه التقنيات تعكس رغبة في جذب الاستثمارات الأجنبية، حيث يشعر المستثمرون بالأمان عندما يرون أن الدولة قادرة على حماية مصالحهم ومرافقهم. وهذا ما أكده عدد من رجال الأعمال المشاركين، الذين أبدوا إعجابهم بالمستوى التنظيمي والتقني للمعرض.


*ختاماً: دمشق تتحدث بلغة المستقبل*


ما حدث في معرض دمشق الدولي لم يكن مجرد عرض للمنتجات أو لقاء اقتصادي، بل إعلان دخول سوريا عصر التكنولوجيا الأمنية الحديثة. فالمفاجأة لم تكن فقط في نوعية الأدوات المستخدمة، بل في الجرأة على تبنيها، وفي الرسالة التي تحملها للعالم: أن دمشق، رغم كل التحديات، قادرة على النهوض، والتجدد، والتحدث بلغة المستقبل.


هذه الدورة من المعرض قد تكون نقطة تحول، ليس فقط في تاريخ الفعاليات السورية، بل في نظرة العالم إلى سوريا كدولة تسعى للانفتاح، وتملك الإرادة والوسائل لتحقيق ذلك. فهل تكون هذه البداية لمرحلة جديدة من الأمن الذكي في البلاد؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة.

تعليقات

close
التنقل السريع