القائمة الرئيسية

الصفحات

ماهر شرف الدين في يد الامن العام



---


*🔍 ماهر شرف الدين في يد الأمن العام: بين الفكر والسياسة والجدل المتصاعد*



في تطور مثير للجدل، تداولت وسائل إعلام محلية وعربية أن الكاتب والشاعر السوري *ماهر شرف الدين* بات في *قبضة الأمن العام السوري* ، بعد سلسلة من التصريحات والمواقف التي أثارت ضجة واسعة، خاصة في محافظة السويداء، حيث ينحدر منها. هذا الحدث يُعيد إلى الواجهة شخصية مثيرة للجدل، جمعت بين الأدب والسياسة، وبين المعارضة الحادة والتقلبات الفكرية.


*🧠 من هو ماهر شرف الدين؟*


ماهر شرف الدين هو *شاعر ومفكر سوري* من مواليد عام 1977، ينحدر من محافظة السويداء، وعاش جزءًا من طفولته في الحسكة. بدأ نشاطه السياسي المعارض لنظام الأسد منذ عام 2002، ونشر مئات المقالات الناقدة في الصحافة اللبنانية. أسّس مجلة "الغاوون" الأدبية عام 2008، وترأس تحريرها حتى توقفها في 2013. حصل على اللجوء السياسي في بيروت، ثم انتقل إلى الولايات المتحدة، حيث يقيم حتى اليوم.


أصدر النظام السوري بحقه *مذكرات توقيف متعددة* ، أبرزها مذكرة دولية عام 2015، بسبب نشاطه السياسي الحاد ومواقفه المعارضة.


---


*📉 من المعارضة إلى التحريض*


في الأشهر الأخيرة، تصدّر ماهر شرف الدين المشهد الإعلامي في السويداء، بعد أن *غيّر موقفه من الدولة السورية* بشكل مفاجئ. فبعد أن أبدى تأييدًا واضحًا للرئيس السوري الجديد *أحمد الشرع* ، ونشر تفاصيل لقاء جمعه به في دمشق، عاد ليُهاجم الدولة والجيش، ويُبدي دعمًا علنيًا لزعماء ميليشيات مسلحة، أبرزهم الشيخ *حكمت الهجري*.


في منشور شهير، وصف شرف الدين الجيش السوري بأنه "غزاة ودواعش وهمج مغول"، وهدد القيادة في دمشق بإعادة إدراجها على "قوائم الإرهاب" إذا أخلّت بما وصفه بالاتفاق مع أهالي السويداء.


هذا التحول المفاجئ أثار استغراب المتابعين، خاصة أنه جاء بعد لقاء وُصف بالودي مع الرئيس الشرع، حيث قال شرف الدين حينها:

> "بعد هذا الكلام، لم تعد هذه النافذة تُريني دمشق، بل تُريني جزءًا من المستقبل."


---


*🛂 الاعتقال أو الاستدعاء؟*


حتى الآن، لم يصدر بيان رسمي يؤكد اعتقال ماهر شرف الدين، لكن مصادر إعلامية تحدثت عن *استدعائه من قبل الأمن العام السوري* للتحقيق في منشوراته الأخيرة، التي اعتُبرت تحريضًا على الدولة، وتأييدًا لجماعات مسلحة خارجة عن القانون.


الاستدعاء جاء بعد نشر صورة تجمعه بالشيخ حكمت الهجري، الذي يقود ميليشيا مسلحة في السويداء، وصفه فيها بـ"قائد النصر"، ما اعتبره البعض *تبجيلًا لرموز التمرد المسلح*.


---


*🔥 ردود الفعل الشعبية*


الشارع السوري انقسم حول قضية ماهر شرف الدين:


- البعض اعتبره *صوتًا حرًا* يُعبّر عن معاناة أهالي السويداء، ويُدافع عن حقوقهم في وجه التهميش.

- آخرون رأوا فيه *محرضًا طائفيًا* يُسهم في تأجيج الفتنة، ويُضعف وحدة الدولة.

- المثقفون انقسموا بين من يُدافع عن حقه في التعبير، ومن يُطالب بمحاكمته بتهمة التحريض.


في السويداء، حيث يحظى بشعبية نسبية، خرجت دعوات تطالب بالإفراج عنه، بينما في دمشق، سادت حالة من الغضب تجاه تصريحاته الأخيرة.


---


*🧩 بين الفن والسياسة*


ماهر شرف الدين لم يكن يومًا مجرد شاعر، بل كان دائمًا *مثقفًا مسيسًا* ، يكتب في الفن والسياسة والنقد، ويُثير الجدل بمواقفه الحادة. من أبرز مؤلفاته:


- "السوريون شجر"

- "أطفال تأخروا عن موعد النوم"

- "محاكمة الشعر"

- "الجانب الصامت من المأساة"

- "حكّ الصدأ"


هذه الأعمال تُظهر شخصية مركبة، تجمع بين الحس الفني والوعي السياسي، لكنها أيضًا تكشف عن *نزعة صدامية* لا تخلو من التناقضات.


---


*🧠 هل هو ضحية أم خصم؟*


السؤال الذي يطرحه كثيرون اليوم: هل ماهر شرف الدين *ضحية موقف سياسي* ، أم أنه تجاوز الخطوط الحمراء؟ هل يُحاسب على رأيه، أم على تحريضه؟


في ظل غياب بيان رسمي، تبقى الإجابة معلقة. لكن ما هو مؤكد أن شرف الدين بات في قلب العاصفة، وأن قضيته تُعيد طرح سؤال أوسع: *ما حدود حرية التعبير في سوريا الجديدة؟*


---


*📝 خلاصة المقال*


ماهر شرف الدين، الشاعر والمفكر السوري، يجد نفسه اليوم في مواجهة مباشرة مع الدولة التي سبق أن امتدحها. بين التأييد والمعارضة، وبين الفن والسياسة، وبين السويداء ودمشق، تتقاطع مساراته في لحظة حرجة من تاريخ سوريا.


هل يُفرج عنه قريبًا؟ هل يُحاكم؟ هل يُصالح الدولة من جديد؟ كل الاحتمالات مفتوحة، لكن المؤكد أن اسمه سيبقى حاضرًا في النقاشات الثقافية والسياسية، كرمز للجدل، والحرية، وربما التمرد.


الأيام القادمة ستكشف مصير ماهر شرف الدين، لكنها أيضًا ستُظهر مدى قدرة سوريا الجديدة على احتواء الأصوات المختلفة، دون قمع أو تهميش.

تعليقات

close
التنقل السريع