في مشهد أثار الكثير من التساؤلات والجدل، ظهر الرئيس السوري السابق بشار الأسد إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
داخل أروقة الكرملين، بعد أيام من سقوط نظامه في دمشق ولجوئه إلى موسكو. هذا اللقاء، الذي جاء بعد فترة من الغموض حول مصير الأسد، حمل دلالات سياسية واستراتيجية عميقة، خاصة في ظل التحولات الجذرية التي تشهدها سوريا والمنطقة.
*🏛️ خلفية الحدث*
بعد تقدم مفاجئ لقوات المعارضة المسلحة وسيطرتها على العاصمة السورية دمشق، اضطر بشار الأسد إلى مغادرة البلاد، حيث منحته روسيا حق اللجوء الإنساني. وقد تم نقله إلى موسكو في ظروف أمنية مشددة، وسط تكتم إعلامي كبير. وبعد أيام من وصوله، ظهر الأسد إلى جانب بوتين في لقاء رسمي داخل الكرملين، ما اعتبره البعض محاولة روسية لإعادة تأطير العلاقة مع الأسد، أو على الأقل توضيح موقفها من المرحلة الانتقالية في سوريا.
*🤝 أسباب اللقاء*
وفق تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فإن اللقاء جاء في إطار مناقشة مستقبل سوريا، ومصير القاعدتين العسكريتين الروسيتين في طرطوس وحميميم. بوتين أكد أن روسيا لم تُهزم في سوريا بسقوط الأسد، بل حققت أهدافها الاستراتيجية، وعلى رأسها منع تحول سوريا إلى بؤرة إرهابية.
كما أشار إلى أن موسكو قدمت اقتراحات للحكام الجدد في دمشق بشأن استمرار التعاون العسكري والإنساني، وأن اللقاء مع الأسد كان ضروريًا لمناقشة ملفات حساسة، منها:
- مصير الصحافي الأمريكي أوستن تايس المفقود في سوريا.
- مستقبل العلاقات الروسية السورية في ظل التغيير السياسي.
- تقييم المرحلة السابقة من حكم الأسد، ودوره في الحرب ضد الإرهاب.
*🧭 دلالات سياسية*
ظهور الأسد في الكرملين يحمل عدة دلالات:
1. *رسالة دعم شخصية من بوتين*: رغم سقوط النظام، لا تزال روسيا تحتفظ بعلاقة خاصة مع الأسد، ربما لأسباب تتعلق بالوفاء السياسي أو المصالح المشتركة.
2. *إعادة تموضع روسي*: اللقاء يعكس رغبة روسيا في الحفاظ على نفوذها في سوريا، سواء عبر الأسد أو من خلال التنسيق مع الحكومة الانتقالية الجديدة.
3. *احتواء المرحلة الانتقالية*: موسكو تسعى إلى ضمان أن لا تتحول المرحلة الجديدة في سوريا إلى خصم استراتيجي لها، خاصة في ظل تقارب محتمل بين دمشق الجديدة والغرب.
*🧠 ردود الفعل الدولية*
اللقاء أثار ردود فعل متباينة:
- *الولايات المتحدة* أعربت عن قلقها من استمرار روسيا في دعم شخصيات مرتبطة بانتهاكات حقوق الإنسان.
- *الاتحاد الأوروبي* دعا إلى احترام إرادة الشعب السوري، وعدم إعادة تدوير رموز النظام السابق.
- *دول الخليج* التزمت الصمت، لكنها تراقب التطورات بحذر، خاصة في ظل تغير موازين القوى في سوريا.
أما داخل سوريا، فقد انقسمت الآراء بين من اعتبر اللقاء محاولة لإعادة تلميع الأسد، وبين من رأى فيه خطوة روسية لإنهاء العلاقة معه بطريقة دبلوماسية.
*🧳 مصير الأسد بعد اللقاء*
لم يتم الإعلان رسميًا عن مستقبل الأسد بعد ظهوره في الكرملين، لكن مصادر مطلعة تشير إلى أنه سيبقى في موسكو تحت حماية روسية، دون أي دور سياسي في المرحلة القادمة. وقد يتم منحه إقامة دائمة أو جنسية روسية، مع احتمال انتقاله لاحقًا إلى دولة ثالثة.
بوتين أكد أنه "سيتحدث مع الأسد بشأن بعض الملفات الإنسانية"، لكنه لم يشر إلى أي نية لإعادته إلى السلطة أو منحه دورًا في الحكومة الانتقالية.
*🏗️ تأثير اللقاء على الداخل السوري*
في الداخل السوري، أثار اللقاء مشاعر متباينة:
- البعض اعتبره استفزازًا لمشاعر من فقدوا أحبائهم خلال سنوات الحرب.
- آخرون رأوا فيه نهاية رمزية لحقبة سياسية، حيث لم يظهر الأسد بصفته رئيسًا، بل كلاجئ سياسي.
- الحكومة الانتقالية بقيادة أحمد الشرع لم تعلق رسميًا، لكنها أكدت في بيان سابق أن "سوريا الجديدة لا مكان فيها لمن تلطخت أيديهم بدماء السوريين".
*🌐 العلاقات السورية الروسية بعد الأسد*
رغم سقوط النظام، تسعى روسيا إلى الحفاظ على علاقاتها مع سوريا، من خلال:
- دعم مشاريع إعادة الإعمار.
- استمرار التعاون العسكري في إطار مكافحة الإرهاب.
- تعزيز العلاقات الاقتصادية، خاصة في مجالات الطاقة والنقل.
الحكومة السورية الجديدة أبدت استعدادها للتعاون مع روسيا، بشرط احترام السيادة السورية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
*✨ خاتمة*
ظهور بشار الأسد إلى جانب فلاديمير بوتين في الكرملين ليس مجرد لقاء بروتوكولي، بل هو مشهد يحمل رمزية كبيرة، يعكس نهاية مرحلة وبداية أخرى. وبينما تحاول روسيا إعادة ترتيب أوراقها في سوريا، يبقى السؤال الأهم: هل سيكون الأسد مجرد صفحة طُويت، أم ورقة تفاوض في يد موسكو؟
تعليقات
إرسال تعليق