القائمة الرئيسية

الصفحات

وصول أول دفعة من الطلاب الأتراك الجامعيين الراغبين بتعلم اللغة العربية الفصحى إلى مدينة #حلب

 في خطوة تعكس عمق العلاقات الثقافية والتعليمية بين سوريا وتركيا، وصلت أول دفعة من الطلاب الجامعيين الأتراك إلى مدينة حلب، بهدف تعلم اللغة العربية الفصحى



 ضمن برنامج أكاديمي مشترك بين جامعات تركية ومؤسسات تعليمية سورية. هذه المبادرة تأتي في إطار تعزيز التبادل الثقافي والانفتاح اللغوي بين الشعبين، وتؤكد على أهمية اللغة العربية كجسر للتواصل الحضاري في المنطقة.


*خلفية المبادرة*


البرنامج الذي استُقبلت بموجبه هذه الدفعة الأولى من الطلاب الأتراك هو ثمرة تعاون بين جامعة حلب وعدد من الجامعات التركية، أبرزها جامعة غازي عنتاب وجامعة كلس، ويهدف إلى تمكين الطلاب الأتراك من اكتساب مهارات اللغة


 العربية الفصحى لأغراض أكاديمية ومهنية. وقد تم اختيار مدينة حلب نظراً لمكانتها التاريخية والثقافية، وكونها مركزاً تعليمياً بارزاً في شمال سوريا.


الطلاب الذين وصلوا إلى حلب ينتمون إلى تخصصات متنوعة، من بينها الدراسات الإسلامية، العلاقات الدولية، واللغة العربية، ويطمحون إلى تطوير قدراتهم اللغوية من خلال الانغماس في بيئة ناطقة بالعربية، والتفاعل المباشر مع الثقافة السورية.



*الاستقبال والاندماج*


تم استقبال الطلاب في حفل ترحيبي أقيم في جامعة حلب، بحضور ممثلين عن وزارة التعليم العالي السورية، وأعضاء من الهيئات التدريسية، بالإضافة إلى مسؤولين من الجانب التركي. وقد عبّر الطلاب عن سعادتهم بهذه الفرصة، مؤكدين أن تعلم اللغة العربية في بيئتها الأصلية يمنحهم تجربة تعليمية غنية تتجاوز حدود القاعة الدراسية.


البرنامج يتضمن دورات مكثفة في النحو والصرف والبلاغة، إلى جانب ورشات عمل في الترجمة والتحليل النصي، وزيارات ميدانية إلى مواقع تاريخية وثقافية في المدينة، مثل قلعة حلب والأسواق القديمة، بهدف تعزيز الفهم الثقافي واللغوي لدى الطلاب.


*أهداف البرنامج*


من أبرز أهداف هذا البرنامج:


- تعزيز التفاهم الثقافي بين الشعبين السوري والتركي.

- تمكين الطلاب الأتراك من استخدام اللغة العربية في مجالات البحث الأكاديمي والدبلوماسية.

- دعم جهود إعادة بناء العلاقات التعليمية في المنطقة بعد سنوات من التوتر.

- فتح آفاق جديدة للتعاون بين الجامعات السورية والتركية في مجالات متعددة.


كما يُعد البرنامج خطوة مهمة في إطار إعادة تأهيل المؤسسات التعليمية في مدينة حلب، التي بدأت تستعيد نشاطها بعد سنوات من التحديات الأمنية والاقتصادية.


*التحديات والآفاق*


ورغم الحماس الكبير الذي رافق وصول الطلاب، إلا أن هناك تحديات تواجه البرنامج، أبرزها البنية التحتية التعليمية التي لا تزال في طور التعافي، والحاجة إلى تطوير المناهج بما يتناسب مع احتياجات الطلاب الأجانب. كما أن التباين الثقافي واللغوي قد يشكل تحدياً في البداية، لكنه يُنظر إليه أيضاً كفرصة للتعلم المتبادل.


من جهة أخرى، فإن هذه المبادرة تفتح الباب أمام مشاريع مستقبلية، مثل إنشاء مراكز تعليمية مشتركة، وتبادل الأساتذة والباحثين، وتنظيم مؤتمرات علمية مشتركة. وقد أبدت الجامعات التركية استعدادها لتوسيع نطاق التعاون ليشمل مجالات أخرى، مثل التاريخ، الفلسفة، والعلوم السياسية.


*أثر المبادرة على مدينة حلب*


وصول الطلاب الأتراك إلى حلب يحمل رمزية كبيرة، إذ يعكس عودة المدينة إلى خارطة التعليم الإقليمي، ويعزز من مكانتها كمركز حضاري قادر على استقطاب طلاب من خارج الحدود. كما أن وجود هؤلاء الطلاب يساهم في تنشيط الحياة الجامعية، ويخلق ديناميكية جديدة في الحرم الجامعي، من خلال التفاعل الثقافي واللغوي.


الطلاب أنفسهم عبّروا عن إعجابهم بحفاوة الاستقبال، وبالثراء الثقافي الذي تتميز به المدينة، مؤكدين أن تجربتهم في حلب ستكون نقطة تحول في مسيرتهم الأكاديمية.


*خاتمة*


إن وصول أول دفعة من الطلاب الأتراك الجامعيين إلى مدينة حلب لتعلم اللغة العربية الفصحى يمثل خطوة نوعية في مسار التعاون الثقافي بين سوريا وتركيا، ويعكس رغبة حقيقية في بناء جسور التواصل بين الشعوب. وبين التحديات والفرص، يبقى هذا البرنامج نموذجاً يحتذى به في مجال التبادل الأكاديمي، ويؤكد أن اللغة ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل هي بوابة لفهم الآخر والانفتاح على العالم.

تعليقات

close
التنقل السريع