في تطور دبلوماسي لافت، وجهت موسكو دعوة رسمية للقيادة السورية الجديدة للمشاركة في القمة الروسية العربية المرتقبة في أكتوبر المقبل، وهي خطوة أثارت اهتمامًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية، لما تحمله من دلالات على تغير جذري في مسار العلاقات بين البلدين بعد سنوات من التحالف المشوب بالتوترات والمصالح المتشابكة⁽¹⁾⁽²⁾.
🇷🇺 *زيارة الشيباني: بداية مرحلة جديدة*
جاءت الدعوة خلال زيارة وزير الخارجية السوري، *أسعد الشيباني* ، إلى موسكو، حيث التقى بنظيره الروسي *سيرغي لافروف*. اللقاء لم يكن مجرد بروتوكول دبلوماسي، بل حمل في طياته إشارات واضحة إلى رغبة الطرفين في إعادة صياغة العلاقة على أسس جديدة، تتجاوز مرحلة الدعم العسكري الروسي لنظام الأسد، وتنتقل إلى شراكة سياسية واقتصادية أكثر توازنًا.
لافروف، في تصريحاته، شكر السلطات السورية الجديدة على تعاونها في تأمين المواقع الاستراتيجية الروسية، في إشارة إلى استمرار التنسيق العسكري، لكنه شدد أيضًا على أهمية الحوار السياسي والانفتاح على المرحلة الانتقالية التي تمر بها سوريا⁽²⁾.
📜 *القمة الروسية العربية: منصة لإعادة التموضع*
القمة الروسية العربية، المقرر عقدها في *15 أكتوبر 2025* ، تمثل أول حدث دولي تشارك فيه القيادة السورية الجديدة منذ سقوط النظام السابق في ديسمبر 2024. الدعوة لحضور القمة ليست مجرد مجاملة دبلوماسية، بل تعكس رغبة موسكو في:
- *تثبيت حضورها في الشرق الأوسط* من خلال علاقات متجددة مع دمشق.
- *إعادة تقييم الاتفاقيات الاقتصادية والعسكرية* التي أبرمت في عهد الأسد.
- *تقديم سوريا كطرف فاعل في المحافل الدولية* ، بعد سنوات من العزلة والعقوبات.
🎯 *ما وراء الكواليس: مصالح متبادلة أم إعادة تموضع؟*
وراء هذه الدعوة، تتحرك عدة ملفات حساسة:
- *الوجود العسكري الروسي في سوريا* ، خصوصًا في قواعد طرطوس وحميميم، يخضع لمراجعة مشتركة بين الجانبين.
- *الاتفاقيات الاقتصادية طويلة الأمد* ، مثل عقود الفوسفات والموانئ، يتم التفاوض عليها من جديد لضمان المنفعة المتبادلة.
- *التحول في الخطاب الروسي* ، من دعم غير مشروط للنظام السابق إلى خطاب أكثر مرونة تجاه القيادة الجديدة، يعكس تغيرًا في أولويات موسكو الإقليمية.
🧭 *اللجنة الوزارية المشتركة: إعادة ضبط العلاقات*
أحد أبرز نتائج زيارة الشيباني كان *تشكيل لجنة وزارية مشتركة* لمراجعة الاتفاقيات السابقة، برئاسة مسؤول روسي رفيع، ما يعكس رغبة موسكو في قيادة عملية إعادة الهيكلة للعلاقات الثنائية. اللجنة ستنظر في:
- العقود الاقتصادية المجحفة.
- فرص الاستثمار الجديدة.
- التعاون في مجالات الطاقة، النقل، والتعليم.
💬 *ردود الفعل الدولية: ترقب وحذر*
الدعوة الروسية لسوريا أثارت ردود فعل متباينة:
- بعض الدول العربية رحبت بها باعتبارها خطوة نحو إعادة دمج سوريا في المنظومة الإقليمية.
- أطراف غربية أبدت تحفظها، مشيرة إلى ضرورة ضمان احترام حقوق الإنسان والانتقال السياسي الحقيقي.
🕊️ *خاتمة: هل هي بداية جديدة؟*
الدعوة الروسية لسوريا لحضور القمة ليست مجرد حدث دبلوماسي، بل هي مؤشر على تغير في قواعد اللعبة. موسكو، التي كانت الحليف العسكري الأبرز للنظام السابق، تسعى اليوم إلى بناء علاقة أكثر توازنًا مع القيادة الجديدة، في ظل متغيرات إقليمية ودولية متسارعة.
هل ستكون هذه القمة بداية لعودة سوريا إلى الساحة الدولية؟ أم مجرد محاولة روسية لإعادة التموضع؟ الأيام القادمة ستكشف الكثير. وإذا رغبت، يمكنني مساعدتك في تحويل هذا المقال إلى تقرير تحليلي أو نشره بصيغة إعلامية احترافية.
--------
[1]
تعليقات
إرسال تعليق