القائمة الرئيسية

الصفحات

مرهف أبو قصرة وزير الدفاع رجل المرحلة لتأديب الخصوم

الإبقاء على اللواء مرهف أبو قصرة وزيرًا للدفاع في سوريا:


---


*مرهف أبو قصرة: الرجل الذي لم يغادر وزارة الدفاع رغم تغير الحكومات*


منذ أن تولى الرئيس السوري أحمد الشرع زمام الحكم في ديسمبر 2024، برز اسم اللواء مرهف أبو قصرة كأحد أعمدة النظام الجديد، وتحديدًا في وزارة الدفاع. ورغم تغير





 الحكومات مرتين منذ ذلك الحين، بقي أبو قصرة في منصبه، ما يطرح تساؤلات حول أسباب هذا الثبات في موقع حساس كهذا، في بلد يعيش تحولات سياسية وأمنية عميقة.


*من قائد ميداني إلى وزير دفاع*


ولد مرهف أبو قصرة في مدينة حلفايا بمحافظة حماة عام 1984، ودرس الهندسة الزراعية في جامعة دمشق. لكن مسيرته المهنية اتخذت منحى عسكريًا بعد اندلاع الثورة السورية، حيث برز كقائد ميداني في هيئة تحرير الشام، وتولى لاحقًا قيادة العمليات العسكرية التي أطاحت بنظام بشار الأسد في ديسمبر 2024⁽¹⁾⁽²⁾.


تعيينه وزيرًا للدفاع جاء في إطار خطة الرئيس الشرع لتوحيد الفصائل المسلحة تحت راية الجيش السوري الجديد، وهو ما اعتُبر خطوة جريئة نحو بناء مؤسسة عسكرية وطنية موحدة بعد سنوات من الانقسام والتشرذم.


*دمج الفصائل: الإنجاز الأبرز*


من أبرز إنجازات أبو قصرة خلال فترة توليه وزارة الدفاع، نجاحه في دمج معظم الفصائل العسكرية المعارضة ضمن هيكلية الجيش السوري الجديد، باستثناء قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي بقيت خارج هذا الإطار لأسباب سياسية واستراتيجية معقدة⁽³⁾.


عملية الدمج لم تكن مجرد إجراء إداري، بل تطلبت مفاوضات دقيقة، وإعادة هيكلة شاملة للقدرات العسكرية، وتوحيد العقيدة القتالية، وهو ما نجح فيه أبو قصرة خلال أشهر قليلة، ما عزز من مكانته داخل النظام الجديد.


*التصدي لقسد: حنكة عسكرية أم رسائل سياسية؟*


رغم عدم دمج قوات قسد ضمن الجيش السوري الجديد، فإن أبو قصرة قاد بنفسه عمليات صد الهجمات المباغتة التي شنتها هذه القوات على مناطق سيطرة الحكومة، وأجبرها على التراجع إلى مواقعها السابقة. هذه العمليات لم تكن فقط دفاعية، بل حملت رسائل سياسية واضحة بأن الجيش الجديد قادر على حماية حدوده ومصالحه دون الحاجة إلى دعم خارجي.


كما أن هذه المواجهات عززت من صورة أبو قصرة كقائد عسكري متمرس، قادر على إدارة ملفات معقدة دون الانزلاق إلى حرب شاملة، وهو ما يُحسب له في ميزان التوازنات الداخلية والخارجية.


*ضبط الحدود: الأمن أولًا*


من الملفات التي تولّاها أبو قصرة بنجاح، ملف ضبط الحدود، خصوصًا مع لبنان والعراق، حيث أفشل محاولات التسلل من قبل جهات خارجة عن القانون، بعضها مرتبط بتهريب السلاح والبشر، وبعضها الآخر يحمل أجندات سياسية تهدد استقرار البلاد.


نجاحه في هذا الملف ساهم في تعزيز ثقة القيادة السياسية به، خصوصًا أن ضبط الحدود يُعد من أولويات الأمن القومي، ويعكس قدرة الجيش على حماية السيادة الوطنية في مرحلة انتقالية حساسة.


*السويداء: السيطرة الوقائية*


في خطوة استباقية، فرض أبو قصرة سيطرة عسكرية على محيط محافظة السويداء من الخارج، في إجراء احترازي يهدف إلى منع أي تصعيد محتمل في المستقبل. هذه الخطوة أثارت جدلًا في بعض الأوساط، لكنها عكست رؤية استراتيجية بعيدة المدى، تقوم على منع الفوضى قبل وقوعها، بدلًا من التعامل معها بعد اندلاعها.


*لماذا الإبقاء عليه؟*


الإبقاء على مرهف أبو قصرة في منصبه رغم تغير الحكومات لا يعود فقط إلى ولائه للرئيس الشرع، بل إلى مجموعة من الأسباب الموضوعية:


- *الكفاءة العسكرية*: أثبت قدرته على إدارة ملفات معقدة، من دمج الفصائل إلى صد الهجمات وضبط الحدود.

- *الاستقرار المؤسسي*: في مرحلة انتقالية، تحتاج وزارة الدفاع إلى شخصية قوية تحافظ على تماسك المؤسسة العسكرية.

- *القبول الشعبي والعسكري*: يحظى أبو قصرة بقبول واسع داخل الأوساط العسكرية، ما يسهل تنفيذ السياسات الدفاعية.

- *الرمزية السياسية*: يمثل نموذجًا للقائد الذي انتقل من المعارضة إلى بناء الدولة، وهو ما يعزز سردية النظام الجديد.


*خاتمة*


مرهف أبو قصرة ليس مجرد وزير دفاع، بل هو أحد رموز المرحلة الجديدة في سوريا، حيث يُعاد تشكيل الدولة من الداخل بعد سنوات من الصراع. قدرته على الجمع بين الحنكة العسكرية والرؤية السياسية جعلته حجر الزاوية في مشروع بناء جيش وطني موحد، وهو ما يفسر تمسك الرئيس الشرع به رغم تغير الحكومات. وفي بلد لا يزال يبحث عن الاستقرار، يبدو أن وجود أبو قصرة في وزارة الدفاع هو أحد ضمانات هذا المسار.


---



تعليقات

close
التنقل السريع