*عاجل | الأمن الداخلي السوري يبدأ تجهيز قواته لإرسالها إلى السويداء تنفيذًا للبيان الرئاسي*
في تطور لافت يأتي بعد سلسلة من الأحداث المتصاعدة في محافظة السويداء، كشفت مصادر إعلامية أن وزارة الداخلية السورية بدأت فعليًا بتحضير وحدات من الأمن الداخلي بهدف إرسالها إلى المحافظة الجنوبية، وذلك تنفيذًا لما ورد في البيان الرئاسي الصادر مؤخرًا عن الرئيس السوري أحمد الشرع.
*تحرك قبلي من قطر نحو السويداء: فزعة عشائر النعيم وبني خالد تعيد إحياء روابط الدم بين أبناء العمومة*
في خطوة أثارت اهتمامًا واسعًا في الأوساط العشائرية والاجتماعية، أعلنت عشيرتا النعيم وبني خالد، ذات الامتداد العربي الواسع، عن توجه وفد قبلي من قطر إلى محافظة السويداء السورية، في ما أُطلق عليه "فزعة" لأبناء العمومة في الجبل، استجابةً لنداء وجهته شخصيات دينية واجتماعية من أهالي السويداء.
*الأسباب والسياق:*
شهدت محافظة السويداء مؤخرًا توترًا متزايدًا، وسط أوضاع اقتصادية صعبة، وضعف في الخدمات، وتفاقم في مشاعر الغضب الشعبي نتيجة الإهمال الحكومي. ومع تزايد التحديات، بدأت نداءات تصدر من داخل المحافظة تطلب دعمًا عشائريًا وأخويًا من خارجها، لتثبيت السلم الأهلي وتأكيد وحدة الصف الوطني.
عشائر النعيم وبني خالد، المعروفة بثقلها التاريخي والاجتماعي في سوريا والخليج، استجابت لهذه النداءات بتحرك شعبي ورسمي من شيوخها ووجهائها، معلنين إرسال وفد يمثلهم، حاملًا رسائل تضامن، وهدايا رمزية، وبيانًا يؤكد دعمهم الكامل لأهالي الجبل.
*مغزى التحرك:*
لا يُمكن فصل هذا التحرك عن سياقه الرمزي. ففي الوقت الذي تتفكك فيه الكثير من الروابط السياسية في المنطقة، تعود العلاقات العشائرية والقبلية لتكون عامل توحيد في وجه التشرذم. العشائر، من خلال هذه الفزعة، تؤكد أن الدم لا يتحلل، وأن رابطة القرابة والانتماء ما تزال حية رغم الجغرافيا والسياسة.
*ردود الفعل:*
التحرك الأمني يأتي وسط مشهد سياسي واجتماعي معقّد، حيث تمرّ محافظة السويداء بمرحلة دقيقة، تخللها تصاعد في التوترات الأمنية واحتجاجات شعبية بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية وغياب الخدمات، إلى جانب دعوات متكررة من وجهاء الجبل بضرورة ضبط الأمن، والحفاظ على السلم الأهلي، دون اللجوء للعنف أو عسكرة المحافظة.
*البيان الرئاسي: لحظة مفصلية*
البيان الرئاسي الأخير، الذي صدر عن الرئيس أحمد الشرع، شدد على حماية وحدة الأراضي السورية وضرورة الحفاظ على استقرار المحافظات الجنوبية، في إشارة واضحة إلى محافظة السويداء. كما تضمن البيان نبرة قوية تجاه ما وصفه بـ"المخاطر التي تهدد النسيج الوطني"، مؤكدًا أن الدولة لن تتهاون مع محاولات زعزعة الأمن، لكنها في الوقت نفسه حريصة على الحلول السياسية والسلمية.
وبحسب تلفزيون سوريا، فإن وحدات الأمن الداخلي المقرر إرسالها للسويداء ستكون مزوّدة بأوامر واضحة بعدم الدخول في صدام مباشر مع السكان، والتركيز على تأمين المؤسسات الحيوية، والطرق العامة، بالتنسيق مع الجهات المحلية، ووجهاء الجبل.في السويداء، قوبل التحرك العشائري بترحيب واسع، خاصة من أهالي القرى والبلدات المتضررة، الذين اعتبروه رسالة أمل وامتدادًا لروابط التاريخ المشترك. كما رحبت شخصيات اجتماعية بهذه الخطوة، ووصفتها بأنها "عربون وفاء" ودليل على أن السوريين ليسوا وحدهم في محنتهم.
*التحديات والتحذيرات:*
رغم الترحيب، صدرت بعض التحذيرات من أن يُستغل هذا التحرك لأغراض سياسية، أو أن يُفسر على أنه تدخل خارجي في الشأن الداخلي. إلا أن شيوخ العشائر شددوا على أن هدفهم اجتماعي وإنساني بحت، ويرتكز على وحدة الصف ومساعدة الأخ لأخيه وقت الشدة.
*خاتمة:*
فزعة عشائر النعيم وبني خالد هي تذكير أن الهوية العربية الجامعة لا تزال حاضرة، وأن التضامن الشعبي قادر على ملء الفراغ الذي تتركه السياسات. وفي وقت عصيب تمر به السويداء، يُعد هذا التحرك رسالة دعم روحي ومجتمعي، قد تسهم في تهدئة النفوس وتثبيت الاستقرار، إن أحسن الجميع قراءته واستثماره.
تعليقات
إرسال تعليق