القائمة الرئيسية

الصفحات

اموال وسيم الاسد تكفي لاعاده اعمال سوريا

 في الأشهر الأخيرة، تصدّر اسم *وسيم بديع الأسد* عناوين الأخبار في سوريا والمنطقة، بعد أن كشفت السلطات السورية عن تورطه في قضايا فساد وتهريب مخدرات، إلى جانب محاولته استعادة ثروات ضخمة من الذهب والأموال التي خبأها قبل سقوط النظام السابق. وسيم، ابن عم الرئيس السوري السابق بشار الأسد، كان يُعد من أبرز رموز النظام، وارتبط اسمه بشبكات تهريب الكبتاغون والاتجار غير المشروع عبر الحدود السورية اللبنانية⁽¹⁾.


🕵️‍♂️ *عملية "كمين الذهب الأسود"*


في واحدة من أكثر العمليات الاستخباراتية تعقيدًا منذ سقوط النظام، نفذت الأجهزة الأمنية السورية خطة محكمة للإيقاع بوسيم الأسد. العملية بدأت بعد رصد تحركاته في مدينة طرابلس اللبنانية، حيث كان يحاول العودة إلى سوريا لاستعادة سبائك ذهبية ومبالغ نقدية خبأها في مزرعة مهجورة قرب الحدود⁽¹⁾⁽²⁾. تم زرع عميل مزدوج داخل شبكته، أوهمه بوجود ضابط فاسد يمكنه مساعدته في استرجاع ثروته، ما دفع وسيم إلى دخول الأراضي السورية، ليقع في الفخ الذي نُصب له بدقة متناهية⁽³⁾.


💰 *الذهب المدفون والأسطورة المتداولة*


تداولت وسائل التواصل الاجتماعي صورًا تُظهر سبائك ذهبية قيل إنها عُثر عليها في قصر وسيم الأسد بريف دمشق، وبلغت الكمية المزعومة 129 كيلوجرامًا من الذهب الخالص⁽⁴⁾. إلا أن التحقيقات الصحفية كشفت أن هذه الصور قديمة ومضللة، وتعود في الأصل إلى إعلان تجاري من نيروبي، كينيا، لبيع سبائك ذهب جاهزة للتصدير. وزارة الداخلية السورية لم تؤكد رسميًا العثور على الذهب داخل قصر وسيم، بل ركزت على اعتقاله بتهم تتعلق بالمخدرات والجرائم المنظمة⁽⁴⁾.


🌍 *شبكات التهريب والعقوبات الدولية*


وسيم الأسد لم يكن مجرد شخصية محلية نافذة، بل كان جزءًا من شبكة دولية لتهريب المخدرات وغسل الأموال. أدرجت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي اسمه ضمن قوائم العقوبات بسبب دعمه للنظام السابق من خلال إنتاج وتهريب الكبتاغون⁽¹⁾. كما كشفت التحقيقات عن تورط شركات وهمية مسجلة في العراق ولبنان، استخدمت كواجهات لغسل الأموال الناتجة عن تجارة المخدرات، من بينها شركة "الرافدين للطاقة" التي ارتبطت بالنائب اللبناني السابق وئام وهاب⁽²⁾.


⚖️ *رسالة الدولة الجديدة*


اعتقال وسيم الأسد شكّل نقطة تحول في مسار العدالة الانتقالية في سوريا. فقد أرسلت الحكومة الجديدة رسالة واضحة مفادها أن رموز النظام السابق لن يُسمح لهم باستعادة نفوذهم أو ثرواتهم، وأن الدولة باتت قادرة على ملاحقتهم داخل وخارج الحدود. العملية لم تكن فقط أمنية، بل حملت بعدًا نفسيًا واستراتيجيًا، أظهر تطورًا ملحوظًا في قدرات الاستخبارات السورية⁽³⁾⁽²⁾.


في النهاية، تبقى قضية وسيم الأسد مثالًا صارخًا على كيف يمكن للسلطة والثروة أن تتداخل مع الفساد والجريمة، لكنها أيضًا تفتح الباب أمام مرحلة جديدة من المحاسبة واستعادة هيبة الدولة.




تعليقات

close
التنقل السريع