حول زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، وما تحمله من دلالات سياسية واقتصادية في هذه المرحلة الانتقالية:
---
*🇸🇾🇦🇪 الرئيس السوري أحمد الشرع في الإمارات: دبلوماسية ما بعد الحرب وبوادر شراكة استراتيجية*
في زيارة رسمية هي الثانية منذ توليه منصبه، وصل الرئيس السوري *أحمد أحمد الشرع* إلى دولة *الإمارات العربية المتحدة*
يوم الإثنين 7 يوليو 2025، في خطوة تعكس استمرار الانفتاح العربي على دمشق بعد سنوات من القطيعة، وتؤشر إلى مرحلة جديدة من العلاقات الإقليمية في ظل التغيرات السياسية التي شهدتها سوريا مؤخرًا.
*🤝 زيارة تحمل رمزية سياسية*
الزيارة تأتي بعد أقل من ثلاثة أشهر على زيارة سابقة أجراها الشرع إلى أبوظبي في أبريل الماضي، حيث التقى خلالها *الشيخ محمد بن زايد آل نهيان* ، رئيس دولة الإمارات.
وتُعد هذه التحركات جزءًا من *جهود دبلوماسية عربية متسارعة* لإعادة دمج سوريا في محيطها الإقليمي، بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، وتشكيل حكومة انتقالية برئاسة الشرع.
اللقاء بين الشرع ومحمد بن زايد تركز على *تعزيز العلاقات الثنائية* ، وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية، وعلى رأسها ملف إعادة الإعمار، وعودة اللاجئين، والتعاون الأمني في مواجهة التحديات المشتركة.
*🏗️ الاقتصاد في قلب الزيارة*
من أبرز محاور الزيارة الحالية، بحسب مصادر مطلعة، هو *الملف الاقتصادي* ، حيث تسعى الحكومة السورية الجديدة إلى جذب الاستثمارات الخليجية، وعلى رأسها الإماراتية، للمساهمة في إعادة إعمار البنية التحتية التي دمرتها الحرب والحرائق، خاصة في محافظات مثل *حلب، حمص، واللاذقية*.
الشرع التقى خلال زيارته عددًا من *رجال الأعمال السوريين المقيمين في الإمارات* ، في محاولة لإعادة ربط رأس المال السوري المغترب بالداخل، وتشجيعهم على الاستثمار في مشاريع إعادة التأهيل الزراعي، والطاقة، والإسكان.
كما ناقش الجانبان إمكانية *إنشاء صندوق إماراتي-سوري مشترك* لدعم مشاريع التنمية في المناطق المتضررة، وتقديم تسهيلات مصرفية للمستثمرين الراغبين في دخول السوق السورية.
*🛡️ الأمن والتعاون الإقليمي*
الزيارة لم تخلُ من البعد الأمني، إذ ناقش الطرفان سبل *تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب* ، وضبط الحدود، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، خاصة في ظل استمرار وجود خلايا متطرفة في بعض المناطق الحدودية.
الإمارات، التي لطالما تبنّت سياسة "الاستقرار أولًا"، ترى في الحكومة السورية الجديدة شريكًا محتملًا في *إعادة صياغة التوازنات الإقليمية* ، بعيدًا عن النفوذ الإيراني والتركي، وهو ما يفسر دعمها العلني لوحدة سوريا وسيادتها.
*🌍 دلالات إقليمية أوسع*
زيارة الشرع تأتي في سياق *تحولات عربية أوسع* تجاه الملف السوري، حيث أعادت عدة دول عربية فتح سفاراتها في دمشق، وبدأت مشاورات لإعادة سوريا إلى مقعدها في جامعة الدول العربية.
كما تعكس الزيارة رغبة الإمارات في لعب دور محوري في *مرحلة ما بعد الحرب* ، ليس فقط كممول، بل كوسيط سياسي قادر على تقريب وجهات النظر بين دمشق وباقي العواصم العربية.
*🗣️ خطاب الشرع: سوريا الجديدة*
في كلمة مقتضبة ألقاها خلال لقائه بالجالية السورية في دبي، قال الرئيس أحمد الشرع:
> "نحن لا نطلب صدقات، بل شراكات. سوريا الجديدة تُبنى بسواعد أبنائها، وبدعم من أشقائها الذين وقفوا مع شعبها في محنته."
كلماته لاقت ترحيبًا واسعًا، واعتُبرت مؤشرًا على *نهج سياسي جديد* يقوم على المصالحة والانفتاح، بدلًا من العزلة والمواجهة.
---
*✍️ خلاصة*
زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى الإمارات ليست مجرد بروتوكول دبلوماسي، بل *خطوة استراتيجية* في مسار إعادة تموضع سوريا إقليميًا، واستعادة دورها كدولة فاعلة
في محيطها العربي. وبينما تبقى التحديات هائلة، فإن هذه الزيارة تمثل *نافذة أمل* لسوريا التي تحاول النهوض من تحت الركام، بدعم من شركاء إقليميين يؤمنون بأن الاستقرار يبدأ من الداخل، ويُبنى بالحوار لا بالرصاص.
تعليقات
إرسال تعليق