ما حكم جما.ع الإيناس للزوجين ؟ الافتاء تجيب
حكم جماع الإيناس بين الزوجين* كما ورد في الفتاوى الشرعية الموثوقة:
---
*💑 جماع الإيناس بين الزوجين: حكمه الشرعي وأبعاده النفسية*
في ظل تطور الحياة الزوجية وتنوع أساليب التواصل بين الزوجين، يبرز مفهوم *"جماع الإيناس"* كأحد أشكال العلاقة الحميمة التي تهدف إلى تعزيز الألفة والسكينة بين الزوجين، بعيدًا عن الإشباع الجنسي المباشر. فما حكم هذا النوع من الجماع؟ وهل له ضوابط شرعية؟ وما أثره على العلاقة الزوجية؟
*🔹 ما المقصود بجماع الإيناس؟*
جماع الإيناس لا يُقصد به الإيلاج أو العلاقة الجنسية الكاملة، بل هو *المداعبة والملاطفة والتقارب الجسدي والعاطفي* بين الزوجين، بهدف إدخال السرور والأنس إلى قلب الطرف الآخر. وقد يشمل الكلام الحنون، اللمسات، الضحك، أو حتى النوم بجانب بعضهما البعض دون نية الجماع الكامل.
*🔹 الحكم الشرعي: هل هو جائز؟*
)⁽¹⁾، فإن الإسلام *حثّ على إيناس الزوجة* ، واعتبر ذلك من المعاشرة بالمعروف التي أمر الله بها في قوله تعالى:
> *"وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ"* [النساء: 19].
وقد ورد عن النبي ﷺ أنه كان يؤانس نساءه، ويداعبهن، ويجلس معهن بعد صلاة العشاء، مما يدل على أن هذا النوع من التواصل *مستحب شرعًا* ، ويعزز من العلاقة الزوجية.
*🔹 هل يُعتبر واجبًا؟*
الفتوى تشير إلى أن إيناس الزوجة في أوقات الفراغ، ومشاركتها في التنزه أو الحديث، *ليس واجبًا شرعيًا بالمعنى الفقهي* ، لكنه *مطلب أخلاقي وسلوكي* ، يدخل ضمن حسن العشرة، ويُثاب عليه الزوج إذا نوى به إدخال السرور على زوجته.
*🔹 ضوابط جماع الإيناس*
رغم جوازه، إلا أن هناك ضوابط يجب مراعاتها:
- أن يكون بين الزوجين فقط، دون اطلاع أو مشاركة من طرف ثالث.
- ألا يؤدي إلى كشف العورات أمام الآخرين أو في أماكن غير مناسبة.
- أن يكون بعيدًا عن المحرمات، مثل التصوير أو النشر أو الحديث الفاحش.
- أن يُراعى فيه حال الزوجة، فلا يُفرض عليها إذا كانت في حالة نفسية أو صحية لا تسمح بذلك.
*🔹 الفوائد النفسية والاجتماعية*
جماع الإيناس له أثر بالغ في:
- *تعزيز الثقة* بين الزوجين.
- *تقوية الروابط العاطفية* ، خاصة في فترات الفتور أو الانشغال.
- *الوقاية من الخيانة أو الانحراف* ، إذ يشعر كل طرف بأنه محبوب ومقدر.
- *تحسين الصحة النفسية* ، حيث يقلل من التوتر والقلق.
*🔹 هل يشمل الخروج والتنزه؟*
نعم، بحسب الفتوى، فإن *اصطحاب الزوجة في التنزه أو التجوال* يدخل ضمن جماع الإيناس، بشرط الالتزام بالضوابط الشرعية، مثل الحجاب، وعدم الاختلاط، وعدم التبرج.
*🔹 نماذج من سيرة النبي ﷺ*
النبي محمد ﷺ كان خير مثال في إيناس الزوجة، فقد ورد أنه كان:
- يداعب نساءه ويمازحهن.
- يسهر معهن بعد صلاة العشاء.
- يشاركهن في الطعام والشراب.
- يسابق السيدة عائشة رضي الله عنها في الطريق.
كل هذه الأفعال تُظهر أن جماع الإيناس *سنة نبوية* ، وليست مجرد عادة اجتماعية.
*🔹 هل يُنصح به في حالات التوتر؟*
بشدة. في حالات الخلاف أو التوتر، يُنصح الزوجان باللجوء إلى جماع الإيناس كوسيلة لإعادة بناء الجسور، وتخفيف حدة المشاعر السلبية، بعيدًا عن النقاشات الحادة أو العتاب.
*🔹 خلاصة الحكم*
- جماع الإيناس *جائز ومستحب* شرعًا.
- يدخل ضمن حسن العشرة والمعاشرة بالمعروف.
- يُثاب عليه الزوج والزوجة إذا نُوي به إدخال السرور.
- له آثار نفسية واجتماعية إيجابية.
- يُنصح به في كل مراحل الزواج، خاصة في فترات الغياب أو التوتر.
---
إذا كنت
تعليقات
إرسال تعليق