*ابن بشار الأسد هو حافظ بشار الأسد، الابن الأكبر للرئيس السوري السابق بشار الأسد، وقد برز اسمه في السنوات الأخيرة خاصة بعد سقوط نظام والده في ديسمبر 2024، وظهوره في روسيا.*
إليك مقالًا مفصلًا من حوالي 900 كلمة عن حافظ بشار الأسد، نشأته، تعليمه، ظهوره الإعلامي، ودوره المحتمل في مستقبل سوريا:
---
*حافظ بشار الأسد: الابن الأكبر للرئيس السوري السابق*
في قلب الأحداث السياسية التي عصفت بسوريا خلال العقود الأخيرة، برز اسم حافظ بشار الأسد، الابن البكر للرئيس السوري السابق بشار الأسد، كأحد الشخصيات التي أثارت اهتمامًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية، خاصة بعد التطورات الدراماتيكية التي شهدتها البلاد في نهاية عام 2024، والتي أدت إلى سقوط نظام حكم عائلة الأسد بعد أكثر من نصف قرن من السيطرة على مقاليد السلطة.
*النشأة والخلفية العائلية*
ولد حافظ بشار الأسد في عام 2001، وهو الابن الأكبر لبشار الأسد وزوجته أسماء الأخرس. نشأ في كنف عائلة سياسية ذات نفوذ واسع، حيث كان جده حافظ الأسد رئيسًا لسوريا منذ عام 1971 وحتى وفاته في عام 2000، ليخلفه ابنه بشار في الحكم بعد تعديل دستوري سريع أثار جدلًا واسعًا آنذاك.
ينتمي حافظ إلى الطائفة العلوية، وهي طائفة دينية تشكل أقلية في سوريا، لكنها لعبت دورًا محوريًا في النظام الحاكم منذ عهد حافظ الأسد الأب. وقد نشأ حافظ في بيئة محاطة بالحراسة الأمنية المشددة، وتلقى تعليمه في مدارس النخبة داخل سوريا، قبل أن ينتقل لاحقًا إلى الدراسة في الخارج.
*التعليم والاهتمامات*
أظهر حافظ بشار الأسد اهتمامًا مبكرًا بالرياضيات والعلوم، وشارك في عدة مسابقات دولية، من بينها الأولمبياد الدولي للرياضيات، حيث مثّل سوريا في أكثر من مناسبة. ورغم الانتقادات التي طالت مشاركته، معتبرين أنها مدفوعة بمكانته السياسية، إلا أن بعض التقارير أشارت إلى تفوقه الأكاديمي في هذا المجال.
في عام 2018، التحق حافظ بجامعة موسكو الحكومية، إحدى أعرق الجامعات الروسية، لدراسة الرياضيات. وقد اعتُبر هذا القرار جزءًا من سياسة والده لتعزيز العلاقات مع روسيا، الحليف الأبرز للنظام السوري خلال سنوات الحرب. كما أن وجوده في موسكو وفر له بيئة أكثر أمانًا بعيدًا عن التوترات الأمنية في دمشق.
*الظهور الإعلامي المحدود*
على عكس أبناء بعض الزعماء العرب الذين يظهرون بكثرة في الإعلام، حافظ بشار الأسد كان نادر الظهور، ولم يُعرف عنه الكثير في وسائل الإعلام الرسمية أو المستقلة. إلا أن هذا الغموض بدأ يتبدد تدريجيًا بعد سقوط النظام السوري في ديسمبر 2024، حين ظهر حافظ في مقطع فيديو قصير من العاصمة الروسية موسكو، مؤكدًا أنه يدير حسابين على منصتي "إكس" و"تليغرام"، تحدث فيهما عن تفاصيل ليلة فرار عائلته من دمشق⁽¹⁾⁽²⁾.
في الفيديو، تحدث حافظ عن اللحظات الأخيرة قبل مغادرة سوريا، مشيرًا إلى أن العائلة لم تكن تملك خطة واضحة للهروب، وأنهم تلقوا اتصالًا من مسؤول روسي نصحهم بمغادرة دمشق فورًا إلى اللاذقية، قبل أن يتم نقلهم إلى روسيا. وقد أثار هذا الظهور جدلًا واسعًا، حيث شكك البعض في صحة الحسابات، بينما أكد حافظ بنفسه أنها تعود له.
*الدور السياسي المحتمل*
لطالما راودت التكهنات الأوساط السياسية حول ما إذا كان حافظ بشار الأسد يُعد ليكون خليفة لوالده في الحكم، كما حدث مع بشار نفسه بعد وفاة حافظ الأسد. وقد غذّت هذه التكهنات بعض المؤشرات، مثل ظهوره المتكرر في مناسبات رسمية، وحرص الإعلام الرسمي على إبراز تفوقه الدراسي، فضلًا عن اسمه الذي يحمل رمزية كبيرة كونه يحمل اسم جده، مؤسس النظام.
لكن الأحداث التي شهدتها سوريا في أواخر عام 2024، والتي انتهت بسقوط النظام، قد تكون قد بددت هذه الطموحات، على الأقل في المدى القريب. فمع فرار العائلة إلى روسيا، وتفكك البنية الأمنية والسياسية التي كانت تحكم البلاد، أصبح من الصعب تصور عودة سريعة لحافظ إلى المشهد السياسي السوري، خاصة في ظل الرفض الشعبي الواسع لحكم عائلة الأسد.
*الحياة في المنفى*
منذ وصوله إلى روسيا، لم يظهر حافظ بشار الأسد كثيرًا في الإعلام، باستثناء الفيديو القصير الذي نشره في فبراير 2025. وتشير بعض التقارير إلى أنه يقيم في موسكو مع والدته أسماء الأخرس وشقيقيه زين وكريم، في ظل حماية أمنية روسية مشددة. ولم تصدر عن السلطات الروسية أي تصريحات رسمية بشأن وضع العائلة، ما يضفي مزيدًا من الغموض على مستقبلهم.
*الخاتمة*
يبقى حافظ بشار الأسد شخصية مثيرة للجدل، تجمع بين الغموض والطموح، بين الإرث السياسي الثقيل والواقع الجديد الذي فرضته المتغيرات في سوريا. وبينما يرى البعض فيه امتدادًا محتملاً لحكم العائلة، يرى آخرون أن سقوط النظام قد أنهى إلى الأبد مشروع التوريث السياسي في سوريا. وفي ظل غياب أي مؤشرات واضحة على نواياه المستقبلية، يبقى السؤال مفتوحًا: هل سيعود حافظ الأسد إلى الساحة السياسية، أم سيختار حياة الظل بعيدًا عن الأضواء؟
---

تعليقات
إرسال تعليق