📚 *تحوّل جذري في التعليم السوري!*
في خطوة وُصفت بأنها "قرار تاريخي"، أعلنت وزارة التربية والتعليم في الحكومة الانتقالية السورية عن *تعديلات جذرية في المناهج الدراسية* ، إيذانًا بنهاية التعليم التقليدي الذي كان سائدًا لعقود⁽¹⁾.
✍️ *قرار تاريخي من الشرع: وداعاً للتعليم القديم في سوريا!*
في لحظة فارقة من تاريخ سوريا الحديث، صدر قرار وصفه كثيرون بأنه "تاريخي" من قبل الجهات الشرعية في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، يقضي بإعادة هيكلة التعليم بشكل جذري، وطي صفحة المناهج القديمة التي ارتبطت لعقود بالنظام الحاكم. هذا القرار لم يكن مجرد تعديل في الكتب المدرسية، بل إعلان صريح عن ولادة رؤية تعليمية جديدة، تتماشى مع قيم المجتمع المحلي، وتقطع مع إرث سياسي وثقافي طالما اعتُبر جزءاً من أدوات الهيمنة الفكرية.
*📘 نهاية التعليم التقليدي*
منذ عقود، ارتبط التعليم في سوريا بمنظومة مركزية صارمة، تُملي على الطلاب سرديات محددة عن التاريخ، الوطنية، والهوية. كانت المناهج الدراسية تُستخدم كأداة لتشكيل وعي الأجيال بما يخدم توجهات النظام، بدءاً من تمجيد رموزه، وانتهاءً بتقديم روايات أحادية عن الأحداث المفصلية في تاريخ البلاد.
لكن القرار الجديد جاء ليكسر هذا القيد. فقد تم حذف مواد كاملة مثل "التربية الوطنية"، واستُبدلت مفاهيم مثل "الاحتلال العثماني" بـ"الحكم العثماني"، في محاولة لإعادة قراءة التاريخ من منظور مختلف، أكثر اتزاناً وأقل تحيزاً. كما تم اعتماد علم الثورة في الكتب المدرسية، في خطوة رمزية تعكس الانفصال التام عن رموز الدولة القديمة.
*🕌 التعليم بقيم شرعية*
اللافت في هذا القرار أنه لم يكتف بإزالة آثار النظام من المناهج، بل سعى إلى بناء منظومة تعليمية جديدة تستند إلى المرجعية الشرعية. فبدلاً من الحديث عن "الدفاع عن الوطن"، أصبحت المناهج تتحدث عن "الجهاد في سبيل الله"، في تحول واضح نحو ربط التعليم بالقيم الدينية.
كما تم تعزيز المناهج بمفاهيم مستمدة من الفقه الإسلامي، وتقديم نماذج تاريخية من التراث الإسلامي بدلاً من الشخصيات السياسية المعاصرة. هذا التوجه أثار جدلاً واسعاً بين من يرى فيه عودة إلى الجذور، ومن يخشى من تسييس التعليم أو تديينه بشكل مفرط.
*🧠 نحو تعليم نقدي وتحليلي*
رغم الطابع الشرعي للقرار، إلا أن التعديلات لم تكن كلها ذات طابع ديني. فقد شملت أيضاً تعزيز مهارات التفكير النقدي والتحليل المنطقي، خاصة في مواد مثل الفلسفة، الجغرافيا، واللغة العربية. تم حذف النصوص التي كانت تمجّد النظام، واستُبدلت بأخرى أدبية وثقافية أكثر حيادية، تسمح للطلاب بالتفاعل مع النصوص بحرية، وتكوين آرائهم الخاصة.
هذا التوجه يعكس رغبة في بناء جيل قادر على التفكير المستقل، بعيداً عن التلقين الذي كان سائداً في التعليم التقليدي. كما تم إدخال مفاهيم جديدة في الرياضيات والعلوم، تركز على التطبيق العملي، وربط المعرفة بالحياة اليومية.
*🎓 تحديات التطبيق*
رغم الطموح الكبير وراء هذا القرار، إلا أن تطبيقه يواجه تحديات عديدة. فالبنية التحتية التعليمية في كثير من المناطق الخارجة عن سيطرة النظام لا تزال ضعيفة، وتعاني من نقص في الكوادر المؤهلة، والموارد التعليمية الحديثة. كما أن بعض المعلمين لم يتلقوا تدريباً كافياً على المناهج الجديدة، مما يخلق فجوة بين الرؤية النظرية والتطبيق العملي.
إضافة إلى ذلك، فإن غياب جهة مركزية موحدة تشرف على التعليم في هذه المناطق يجعل من الصعب ضمان توحيد المناهج، ومراقبة جودة التعليم. فكل منطقة قد تطبق القرار بطريقة مختلفة، مما يهدد بانقسام معرفي بين الطلاب.
*🗣️ ردود الفعل*
القرار أثار ردود فعل متباينة. فهناك من اعتبره خطوة شجاعة نحو تحرير التعليم من قبضة النظام، وبناء منظومة تعليمية تعكس هوية المجتمع المحلي. بينما رأى آخرون أن ربط التعليم بالشرع قد يؤدي إلى تسييسه، أو تحويله إلى أداة دعوية، بدلاً من أن يكون مساحة للعلم والمعرفة.
بعض أولياء الأمور عبّروا عن قلقهم من أن تؤدي هذه التغييرات إلى عزلة معرفية لأبنائهم، خاصة إذا أرادوا لاحقاً الالتحاق بجامعات خارجية أو التعامل مع مناهج دولية. بينما رحّب آخرون بالفكرة، معتبرين أن التعليم يجب أن يكون منسجماً مع القيم الدينية والاجتماعية للمجتمع.
*🔮 مستقبل التعليم في سوريا*
القرار الشرعي بإلغاء التعليم القديم لا يمكن فهمه بمعزل عن السياق السياسي والاجتماعي الذي تعيشه سوريا منذ أكثر من عقد. إنه تعبير عن رغبة في بناء هوية جديدة، وتحرير العقول من إرث ثقيل. لكنه أيضاً اختبار حقيقي لقدرة المجتمعات المحلية على إنتاج نموذج تعليمي متوازن، يجمع بين الأصالة والمعاصرة، وبين القيم الدينية والمعرفة العلمية.
في النهاية، التعليم ليس مجرد كتب ومناهج، بل هو مشروع حضاري متكامل. وإذا نجحت هذه التجربة في بناء جيل واعٍ، مستقل، ومتصالح مع هويته، فإنها قد تكون بالفعل بداية لنهضة حقيقية في سوريا. أما إذا تحوّلت إلى مجرد استبدال سردية بأخرى، دون تطوير حقيقي في المحتوى والأسلوب، فإنها قد تعيد إنتاج نفس الأخطاء، ولكن بثوب مختلف.
🔍 *أبرز التعديلات:*
- حذف مادة *التربية الوطنية* بالكامل.
- استبدال مصطلح *"الاحتلال العثماني"* بـ *"الحكم العثماني"*.
- اعتماد *علم الثورة* بدلًا من العلم القديم.
- تعزيز المناهج بقيم *دينية ووطنية جديدة* ، مثل استبدال "الدفاع عن الوطن" بـ "في سبيل الله".
- حذف نصوص وصور كانت تمجّد النظام السابق، واستبدالها بمحتوى أدبي وثقافي أكثر حيادية.
- تغييرات في كتب التاريخ، الفلسفة، الجغرافيا، واللغة العربية، تركّز على *التفكير النقدي* و *التحليل المنطقي*.
🕌 *الشرع بدل القانون؟*
من بين التعديلات اللافتة، تم استبدال بعض المفاهيم القانونية بمفاهيم شرعية، ما يعكس توجّهًا نحو ربط التعليم بالقيم الدينية بشكل أعمق⁽¹⁾.
هذه التغييرات أثارت جدلًا واسعًا بين مؤيد يرى فيها تصحيحًا للمسار، ومعارض يخشى من تسييس التعليم أو تديينه بشكل مفرط. لكن لا شك أن سوريا تدخل مرحلة تعليمية جديدة، قد تعيد تشكيل وعي الأجيال القادمة.
هل ترى أن هذه التعديلات ستُحدث نقلة نوعية في التعليم السوري؟ أم أنها مجرد تغيير شكلي؟
تعليقات
إرسال تعليق