في مشهدٍ أثار جدلاً واسعاً داخل سوريا وخارجها، ظهر الرئيس السوري السابق بشار الأسد وسط مدينة السويداء، في زيارة مفاجئة
هي الأولى له منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في المحافظة. جاءت هذه الزيارة في وقتٍ تشهد فيه السويداء توتراً سياسياً وأمنياً متصاعداً، وسط مطالبات شعبية برحيل النظام ومحاسبة رموزه، ما جعل ظهور الأسد حدثاً استثنائياً يحمل دلالات متعددة.
📍 *تفاصيل الزيارة*
وصل الأسد إلى ساحة الكرامة، التي تحولت إلى رمز للاحتجاجات في السويداء، وسط إجراءات أمنية مشددة. ورغم محاولات التعتيم الإعلامي، تداول ناشطون صوراً ومقاطع فيديو تُظهر الأسد محاطاً بعدد من المسؤولين العسكريين، بينما يواجه هتافات غاضبة من المحتجين الذين وصفوه بـ"القاتل" و"رمز الفساد"⁽¹⁾.
ورغم أن الزيارة كانت تهدف -وفق مصادر رسمية- إلى "الاستماع لمطالب الأهالي"، إلا أن ردود الفعل الشعبية كانت رافضة تماماً، حيث مزّق المتظاهرون صور الأسد ورفعوا لافتات تطالب بمحاسبته على ما وصفوه بـ"سنوات القمع والدمار"⁽²⁾⁽³⁾.
🔥 *ردود الفعل الشعبية*
الاحتجاجات التي اندلعت في السويداء منذ أغسطس 2023، بدأت بمطالب اقتصادية إثر رفع الدعم عن الوقود، لكنها سرعان ما تحولت إلى مطالب سياسية تطالب برحيل الأسد⁽¹⁾. ومع ظهور الأسد في المدينة، تصاعدت الهتافات الرافضة له، واعتُبر حضوره استفزازاً لمشاعر الأهالي الذين فقدوا أبناءهم في الحرب، ويعانون من تدهور الأوضاع المعيشية.
وقد أغلقت مجموعات شبابية مقار حزب البعث في المدينة، وأحرقوا صوراً للأسد ووالده حافظ الأسد، في تعبير واضح عن رفضهم لرموز النظام⁽¹⁾⁽³⁾.
🧭 *الدلالات السياسية للظهور*
يرى مراقبون أن ظهور الأسد في السويداء يحمل رسائل متعددة، أبرزها محاولة استعادة السيطرة الرمزية على محافظة لطالما حافظت على نوع من الحياد خلال سنوات الحرب. كما يُنظر إلى الزيارة على أنها محاولة لإعادة تقديم الأسد كـ"رجل دولة" في مواجهة القيادة الجديدة بقيادة أحمد الشرع، الذي يتبنى خطاباً أكثر استقلالية ويرفض أي تفاهمات مع إسرائيل أو القوى الخارجية.
لكن هذه المحاولة قوبلت برفض شعبي واسع، ما يعكس تغيراً في المزاج العام داخل السويداء، التي كانت تُعتبر من المناطق الأقل تصادماً مع النظام خلال السنوات الماضية.
🛡️ *رد القيادة الجديدة*
الرئيس السوري الحالي أحمد الشرع لم يعلّق مباشرة على زيارة الأسد، لكنه في خطاب سابق أكد أن "سوريا لن تعود إلى مرحلة الاستجابة العمياء"، في إشارة إلى السياسات السابقة التي اتُهم الأسد باتباعها. ويُنظر إلى الشرع على أنه يمثل تحولاً جذرياً في السياسة السورية، خاصة في تعامله مع ملف السويداء، حيث اختار إشراك المجتمع المحلي في حفظ الأمن بدلاً من فرض السيطرة بالقوة.
📢 *خلاصة المشهد*
زيارة بشار الأسد إلى السويداء جاءت في توقيت حساس، وحملت رسائل سياسية حاول من خلالها استعادة حضوره في المشهد السوري. لكنها، بحسب ردود الفعل الشعبية، لم تحقق أهدافها، بل زادت من حدة التوتر وأعادت إلى الواجهة مطالب التغيير السياسي الجذري. وبينما تتجه السويداء نحو مرحلة جديدة من الحراك الشعبي، يبقى السؤال مفتوحاً حول مستقبل الأسد في ظل قيادة جديدة ترفض العودة إلى الماضي.
هل ترغب أن أحوّل هذا المقال إلى تقرير تلفزيوني أو خطاب سياسي؟ يمكنني أيضاً تلخيصه في نقاط أو ترجمته إلى لغة أخرى.
--------
[1]
تعليقات
إرسال تعليق