القائمة الرئيسية

الصفحات

انفجار كبير يهز العاصمه دمشق

*انفجار كبير يهز دمشق: تصاعد المخاوف من تهديدات أمنية متزايدة*


في صباح يوم السبت، شهدت العاصمة السورية دمشق انفجارًا ضخمًا هزّ أحياءها الشرقية، وتحديدًا بالقرب من منطقة الديماس على أطراف المدينة، ما أسفر عن سقوط عدد من الضحايا بين قتيل وجريح، وتسبب بحالة من الذعر والهلع بين السكان المحليين. الحادث الذي وقع في ساعة الذروة الصباحية، أعاد إلى الأذهان ذكريات السنوات الماضية التي عانت فيها العاصمة من تفجيرات وأعمال عنف.



تفاصيل الحادث:


وفقًا لمصادر أمنية محلية، فإن الانفجار نجم عن عبوة ناسفة كانت مزروعة داخل سيارة متوقفة في أحد الشوارع الفرعية، وقد وقع الانفجار أثناء مرور موكب عسكري صغير. ورغم عدم وجود تأكيد رسمي على أن الموكب كان مستهدفًا بشكل مباشر، إلا أن توقيت التفجير وموقعه يطرحان احتمالات عديدة حول خلفية الحادث وأهدافه.


الانفجار أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 6 أشخاص، بينهم عسكريون ومدنيون، إلى جانب إصابة أكثر من 20 آخرين بعضهم بحالات حرجة. سيارات الإسعاف هرعت إلى المكان وسط إجراءات أمنية مشددة، وتم تطويق المنطقة بالكامل.


الجهات الرسمية ترد


وزارة الداخلية السورية أصدرت بيانًا مقتضبًا قالت فيه إن التحقيقات الأولية جارية لمعرفة خلفية التفجير والجهات المتورطة فيه، مؤكدة أنها "لن تتهاون مع أي محاولات لزعزعة الأمن". وأشارت إلى أن فرق الهندسة فككت عبوة ناسفة ثانية في نفس المنطقة، كان من المتوقع أن تنفجر لاحقًا.

: من جهته، دعا الرئيس السوري أحمد الشرع خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومي إلى "مضاعفة جهود الأجهزة الأمنية لرصد أي تحركات مشبوهة"، مضيفًا أن "دمشق ستبقى عصية على الإرهاب، ولن تعود إلى زمن الفوضى".


أبعاد سياسية وأمنية


جاء الانفجار في وقت حساس تمر به البلاد، بعد مرحلة انتقال سياسي شهدت تغيير السلطة وتنصيب الشرع رئيسًا للبلاد. ويرى مراقبون أن بعض المجموعات التي تضررت من هذه التحولات ربما تسعى إلى تقويض الاستقرار الأمني وخلق حالة من الفوضى.


يقول المحلل السياسي نزار أبو علي: "هذا التفجير يحمل دلالة سياسية بامتياز. إنه رسالة مفادها أن هناك جهات لا تزال تنشط في الخفاء وتسعى لعرقلة أي استقرار قادم".


مخاوف شعبية واسعة


أثار الحادث حالة من القلق في أوساط السكان، خاصة مع انتشاره عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومقاطع الفيديو التي وثّقت لحظات الانفجار وما تلاه من دمار. وقال أحد سكان المنطقة في تصريح: "لم نعد نثق بأن دمشق آمنة كما كنا نأمل. كنا نشعر ببعض الهدوء في الشهور الأخيرة، لكن ما حدث اليوم ينسف كل ذلك".


وتعالت أصوات تطالب الحكومة الجديدة بتكثيف الإجراءات الأمنية، خصوصًا في مداخل ومخارج العاصمة، وتشديد الرقابة على المركبات والمباني المهجورة، التي قد تستخدمها الجماعات التخريبية كنقاط انطلاق لهجماتها.


استجابة أمنية فورية

: فور وقوع الحادث، أعلنت وزارة الدفاع استنفار وحداتها في دمشق وريفها، وشددت الإجراءات على الحواجز الأمنية. كما أفادت تقارير غير رسمية عن تنفيذ حملة اعتقالات في بعض الأحياء المجاورة للانفجار، بحثًا عن مشتبه بهم.


مستقبل الوضع الأمني


ما يزال الوضع الأمني في دمشق هشًّا رغم سنوات من التحسن التدريجي، ويؤكد الحادث أن التحديات لا تزال قائمة أمام الدولة، لا سيما مع وجود خلايا نائمة أو مجموعات متطرفة قد تنشط من جديد.


السلطات السورية أكدت أن جهود مكافحة الإرهاب ستستمر، وأن هذا الحادث "لن يثنيها عن مشروع إعادة الإعمار والاستقرار". ورغم ذلك، فإن حالة الترقب والقلق في الشارع السوري تبدو مبررة في ظل التهديدات المتكررة التي قد تعيق عملية السلام الداخلي المنتظرة منذ سنوات.


الأنظار تتجه الآن إلى ما ستكشفه التحقيقات، وما إذا كانت ستُعلن جهة مسؤوليتها عن التفجير، أو يظل الحادث مجهول الفاعل كغيره من الأحداث السابقة.

تعليقات

close
التنقل السريع