عاطف نجيب* ، أحد أبرز رموز النظام السوري السابق، واعتقاله ومحاكمته بعد سقوط نظام بشار الأسد:
---
*عاطف نجيب: من مقتلع أظافر أطفال درعا إلى قفص الاتهام*
في مشهد يعكس تحولًا جذريًا في سوريا ما بعد الأسد، ألقت قوات الأمن السورية الجديدة القبض على العميد *عاطف نجيب* ، أحد أبرز رموز القمع في عهد النظام السابق، وذلك في عملية نوعية نُفذت في محافظة اللاذقية يوم *31 يناير 2025* ⁽¹⁾. نجيب، الذي كان يشغل منصب رئيس فرع الأمن السياسي في درعا، يُعرف بأنه *ابن خالة بشار الأسد* ، وارتبط اسمه ببداية الثورة السورية عام 2011، حين أمر باعتقال وتعذيب أطفال كتبوا شعارات مناهضة للنظام على جدران مدرستهم⁽¹⁾.
*بداية السقوط: من درعا إلى اللاذقية*
ولد عاطف نجيب في مدينة جبلة عام 1960، وتخرج من الكلية الحربية ليلتحق بجهاز المخابرات. تنقل بين عدة فروع أمنية، لكنه اشتهر عندما تولى رئاسة فرع الأمن السياسي في درعا، حيث مارس سلطته بقبضة من حديد. في مارس 2011، أمر باعتقال 15 طفلًا كتبوا عبارة "إجاك الدور يا دكتور"، في إشارة إلى بشار الأسد. لم يكتف نجيب باعتقالهم، بل أمر بتعذيبهم واقتلاع أظافرهم، ما أشعل شرارة الثورة السورية⁽¹⁾.
رد نجيب على مطالب الأهالي بالإفراج عن الأطفال بعبارة مهينة: "انسوا أن عندكم أولاد"، وهي الجملة التي تحولت إلى رمز للوحشية، وأشعلت غضبًا شعبيًا امتد من درعا إلى باقي المدن السورية⁽¹⁾.
*عملية الاعتقال: كمين محكم بعد سنوات من الإفلات*
بعد سقوط النظام في ديسمبر 2024، بدأت السلطات الجديدة حملة لملاحقة رموز النظام المتورطين في جرائم ضد المدنيين. تم رصد تحركات نجيب في ريف جبلة، حيث كان يحاول التخفي، ونُصب له كمين محكم قرب بلدة الحفة، أسفر عن اعتقاله بعد متابعة استمرت أكثر من عشرة أيام⁽²⁾.
العملية شاركت فيها عدة جهات أمنية وعسكرية، وتم تحويل نجيب إلى الجهات المعنية تمهيدًا لمحاكمته، وسط ترحيب شعبي واسع، خاصة من أهالي درعا الذين اعتبروا اعتقاله خطوة نحو العدالة⁽³⁾.
*المحاكمة: لحظة مواجهة التاريخ*
في أغسطس 2025، نشرت وزارة العدل السورية مشاهد أولية من جلسات محاكمة عاطف نجيب، إلى جانب شخصيات أخرى مثل المفتي السابق أحمد حسون ووزير الداخلية الأسبق محمد الشعار⁽⁴⁾. ظهرت لقطات من داخل قاعة المحكمة وسط إجراءات أمنية مشددة، واهتمام إعلامي كبير، حيث يُنظر إلى هذه المحاكمات على أنها بداية العدالة الانتقالية في سوريا.
التهم الموجهة إلى نجيب تشمل *ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، التعذيب، القتل خارج القانون، والتحريض على العنف الطائفي*. وتطالب منظمات حقوقية دولية بأن تكون المحاكمة علنية وشفافة، وأن تشمل شهادات من أهالي الضحايا، خاصة من درعا.
*رمزية المحاكمة: نهاية عهد الإفلات من العقاب*
محاكمة عاطف نجيب ليست مجرد إجراء قانوني، بل تمثل لحظة رمزية في تاريخ سوريا الحديث. فهي تعني أن من استخدم السلطة لقمع الشعب لن يفلت من المحاسبة، مهما كانت صلاته بالنظام السابق. كما أنها تعطي الأمل للضحايا بأن العدالة، وإن تأخرت، يمكن أن تتحقق.
*خاتمة*
عاطف نجيب، الذي كان يومًا أحد أذرع النظام الأمنية الأكثر بطشًا، يقف اليوم أمام القضاء، ليواجه تبعات أفعاله. وبينما تتابع سوريا محاكمته، يبقى السؤال الأهم: هل ستكون هذه بداية حقيقية لمحاسبة كل من تورط في جرائم بحق الشعب السوري؟ أم أنها مجرد خطوة رمزية في طريق طويل نحو العدالة؟
---
هل ترغب أن أعد نسخة صوتية لهذا المقال أو أعده بأسلوب يصلح للتعليق الوثائقي؟
---
تعليقات
إرسال تعليق